هذه دراسة موجزة مهَّد بهـا المؤلف لمن أراد البحث التفصيلى فى علم الكلام وقضاياه، وقد اختار لها أهم القضايا التى ثار حولها الجـدل التاريخى الذى امتلأت به صفحات المصادر الأولى لهذا العلم خاصة تلك الكتب التى ألّفـها أئمــة المذاهــب الكـبرى ) كالمعتــزلة والأشــاعرة والماتريدية والشيعـة والخــوارج ( حـول القضـايا الكبرى فى هذا العل...
قراءة الكل
هذه دراسة موجزة مهَّد بهـا المؤلف لمن أراد البحث التفصيلى فى علم الكلام وقضاياه، وقد اختار لها أهم القضايا التى ثار حولها الجـدل التاريخى الذى امتلأت به صفحات المصادر الأولى لهذا العلم خاصة تلك الكتب التى ألّفـها أئمــة المذاهــب الكـبرى ) كالمعتــزلة والأشــاعرة والماتريدية والشيعـة والخــوارج ( حـول القضـايا الكبرى فى هذا العلم. وقد أراد المؤلف من هذه الدراسة أن يلفت الانتباه إلى أن الخـلاف فى الوسـائل لا يعنى الخـلاف فـى المقاصـد والغايات، وأن علم الكلام يفرض على المشتغـلين به أن يكونوا أمناء على وظيفتهم التى تأسس من أجلها، وهى الدفاع عن العقيدة الإسلامية بالبراهـين العقـلية، وقد قـام القدمـاء بهذه المهمـة حسـب استـطاعتهـم، وتنـاولوا مشـكلات عصرهـم بما تيسَّـر لهـم من مناهـج عقليـة فنَّدوا بها دعاوى الخصوم وأبطلوا حجج المعارضين لهم، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى استحضـار تلك الروح التى عـالج بها القدمـاء قضاياهـم وعالجــوا بهـا مشكلاتهـم، لننهـض بوظيـفة عـلـم الكـلام كمـا نهضــوا هـم بهــا فنتناول مشـكلات عصـرنا نحـن، وقضايانا نحن ــ وهـى كثيرة ومتشعبة ــ ونعالجها بمنهج العصر ومنطق العصر .