إن علم التصوف علم شريف، رفيع قدره، وسني أمره، إلا أنه كغيره من العلوم تطفل عليه غير أهله، فتكلموا فيه بلا علم أو تحقيق، فضلوا أو أضلوا. ومما هو معلوم أن لكل فن اصطلاحات يمكن من خلالها تصوره، ولعل عدم فهم اصطلاحات أكابر الأمة من السادة الصوفية هو السبب الرئيس في معاداة غالب الناس وكذا المتصوفة الزائفة، لأهل التصوف الراشد المستنير...
قراءة الكل
إن علم التصوف علم شريف، رفيع قدره، وسني أمره، إلا أنه كغيره من العلوم تطفل عليه غير أهله، فتكلموا فيه بلا علم أو تحقيق، فضلوا أو أضلوا. ومما هو معلوم أن لكل فن اصطلاحات يمكن من خلالها تصوره، ولعل عدم فهم اصطلاحات أكابر الأمة من السادة الصوفية هو السبب الرئيس في معاداة غالب الناس وكذا المتصوفة الزائفة، لأهل التصوف الراشد المستنير، فقد شارك السادة الصوفية الأصوليين في علوم الأصول والمقاصد، والفقهاء في علوم الفقه، والمحدثين في علوم الحديث، والمفسرين في علوم التفسير، مع التوحيد الخالص الذي امتازوا فيه غاية الامتياز، ولم يشاركوا الغالب فيما عندهم من كريم الفنون.ولتعلم أخي طالب الحق أن أمهات الطرق الوصفية كالقادرية والرفاعية والشاذلية كلها على خير وسلوك عالي رفيع، منبعها واحد، ومشربها صافي، وواردها موافي للحق غير مجافي. وإن الطريقة الشاذلية هي من أفضل الطرق وأولاها، ومن أعدل السبل وأعلاها، فأساسها الشريعة المطهرة، واتباع أحكامها المنورة، وفي هذا سبيل الارتقاء إلى الدرجات العلية، والفوز بالمنح الربانية.وحبًا ووفاء لطريقة الحق القويم وأهلها، قام السيد الشريف النسيب أبو الفضل أحمد بن منصور قرطام الحسيني المالكي الشاذلي الفلسطيني حفظه الله تعالى بعمل ترجمة موجزة لأرباب الطريقة الشاذلية رحمهم الله تعالى، ثم قام مأجورًا بتهذيب أورادها الشريفة عملًا بوصية شيخه العارف بالله السيد عبد العزيز بن الصديق الغماري الحسني رحمه الله تعالى، فجاءت على النحو التالي: معقبات الصلوات، أوراد الصباح والمساء، الورد العام ووقته إثر صلاة المغرب من يوم الخميس، ورد يوم الجمعة ووقته من دخول الفجر حتى مغيب الشمس، الورد الخاص ووقته إثر صلاة صبح يوم السبت.