حديثنا عن الحياة في القرآن الكريم والحديث النبوي، حديث من مرصدين اثنين، مرصد الأرضيين الذين رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة واطمأنوا بها واستحبوها وآثروها، ومرصد من اهتدى بالقرآن والسنة. فنظرة الأرضيين للحياة لا تعتبر ما كان وما سيكون بعد، وما هو غائب عن أبصارنا في هذا الوجود، فعلم هذا التصور لا يتجاوز حدود الظاهر من هذه الحياة ال...
قراءة الكل
حديثنا عن الحياة في القرآن الكريم والحديث النبوي، حديث من مرصدين اثنين، مرصد الأرضيين الذين رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة واطمأنوا بها واستحبوها وآثروها، ومرصد من اهتدى بالقرآن والسنة. فنظرة الأرضيين للحياة لا تعتبر ما كان وما سيكون بعد، وما هو غائب عن أبصارنا في هذا الوجود، فعلم هذا التصور لا يتجاوز حدود الظاهر من هذه الحياة الدنيا، فكل ما لا تدركه الحواس ليس بقابل بأن يعلم عندهم. فهم مرهونون بحياة الحس والمادة فقط. أما نظرة من اهتدى بالقرآن والسنة، فالحياة عنده هي حياة الآخرة لا حياة الدنيا. وهي بهذا التصور الإيماني، حياة ممتدة أبدية لا نهاية لها؛ لا تنتهي بالموت المكتوب على كل شيء؛ لأنه لا يوجد موت بمعنى العدم والفناء التام. والحياة الدنيا نوعان: حياة الحس، وهي كل ما ينقل عن الإنسان ومحيطه إلى مركز الإدراك الذي هو الـروح. وحـياة خفيـة تشمـل كل ما هو غائب عن حـس الإنسان وإدراكه من مخلوقات شتى نُبّئنا عن وجودها، ومنها ما لم ننبأ عنه. والحياة التي وصفت بالطيب يحييها اللَّـه عباده في الحياة الدنيا مَن تحقق فيه شرطا الإيمان والعمل الصالح.