إنه قد يسرالله لي في سياحتي الوصول إلى جزيرة أوال في غرة عام (1332) وحصل لي الامتزاج بحكامها أولى الفضل والمجد الرفيعين فطلب مني بض فضلائهم أن أجعل تاريخًا يحتوي على ذكر حكامها الحاليين وملوكها الأقدمين. ومن استولى عليها في تقادم السنين، ولنذكر فيه من ذكر فيها أو وصل إليها من الصحابة والتابعين، ونحرر ما وقع فيها من الملاحم والمع...
قراءة الكل
إنه قد يسرالله لي في سياحتي الوصول إلى جزيرة أوال في غرة عام (1332) وحصل لي الامتزاج بحكامها أولى الفضل والمجد الرفيعين فطلب مني بض فضلائهم أن أجعل تاريخًا يحتوي على ذكر حكامها الحاليين وملوكها الأقدمين. ومن استولى عليها في تقادم السنين، ولنذكر فيه من ذكر فيها أو وصل إليها من الصحابة والتابعين، ونحرر ما وقع فيها من الملاحم والمعارك زمن المشايخ الخليفيين، ونحليه بنبذ من تاريخ آراء زيرة العرب (كآل رشيد وآل سعود وآل صباح) ومن ضاهاهم. فأجبتهم لذلك بعد التكرار والالتماس راجيًا من الله العون والتوفيق وسميته (النبذة اللطيفة في الحكام من آل خليفة).لكن ركب الباخرة (حميدية) النهرية فأرست بمرفأ بغداد (في 2 رمضان) المبارك من العام المذكور فقابلني بها بصدر رحيب صديقي الأعز الأديب (أحمد جودت بك ابن علي كاظم بك) الموصلي صاحب جريدة (المنير) الغراء البصرية. فبعد الاستقرار اقترح علي بأن أجعل هذا التاريخ عامًا لجزيرة العرب كلها بقدر المجهود، وأن أحلي جيده برسم الحكام والسلاطين، فأجبته لذلك مستعينًا بالله على إتمام هذا المشروع فأبدلت اسمه الأول، وسميت الكتاب كله (التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية).