استطاعت اللغة العربية عبر حياتها التي امتدت قروناً أن تعبّر عن كلّ متطلبات الحياة، فكانت لغة دين وعلم وحضارة منذ العصر الجاهلي، وقد أعاد أهل العلم ذلك إلى تميّزها بتنوع أصواتها، وسعة مفرداتها، ومرونة أنظمتها: الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية.وقد نجح القدماء في الحفاظ على اللغة، والتقعيد لها، وضبط أحكامها لأنها نافذة الإنسا...
قراءة الكل
استطاعت اللغة العربية عبر حياتها التي امتدت قروناً أن تعبّر عن كلّ متطلبات الحياة، فكانت لغة دين وعلم وحضارة منذ العصر الجاهلي، وقد أعاد أهل العلم ذلك إلى تميّزها بتنوع أصواتها، وسعة مفرداتها، ومرونة أنظمتها: الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية.وقد نجح القدماء في الحفاظ على اللغة، والتقعيد لها، وضبط أحكامها لأنها نافذة الإنسان على العالم، ووسيلة في الاتصال والتواصل، والاطلاع على المعارف المختلفة، وهي سجل تراث الأمة، ولسانها الفكري والثقافي الذي يحمي كيان الأمة، فاللغة العربية هوية الأمة العربية تضمن وحدتها اللغوية، وتضمن تماسكها، وتسهم في بناء صرح الحضارة الإنسانية.يهدف منهاج اللغة العربية إلى إكساب الطلبة المهارات اللغوية، وتمكينهم من المعارف المتصلة بها، والاطلاع على التراث العربي (الفكري والأدبي) وتذوقه؛ ليستشعر عظمة اللغة، وما تحمله من طاقات تعبيرية وتصويرية، ولذلك تكوّن من عدة فروع تتكاتف معاً لتمكين الطلبة من اللغة وقوانينها، عبر دروس النحو والإملاء التي تتناول تاريخ اللغة ونشأتها، وأنظمتها: الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية، مع الوقوف عند بعض القضايا النحوية مثل: أقسام الكلام وعلامة كل قسم، والمعرب والمبني من الكلام، وعلامات الإعراب الأصلية والفرعية، إضافة إلى دراسة بعض المرفوعات، والمنصوبات، والمجرورات، أما القضايا الإملائية فيعرض المنهاج لقواعد كتابة الهمزة، والتدرب على علامات الترقيم ومواضعها، ويتيح المنهاج دراسة نصوص متنوعة من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والشعر، والنثر قديمهما وحديثهما، وفي دراسته لهذه النصوص يتصل بالأدباء من شعراء وناثرين عبر العصور المختلفة، ويستشعر قدرة أولئك على توظيف إمكانات اللغة في التعبير والتصوير، لتكون النصوص بعد تحليلها فهمها وتذوقها والوقوف من خلالها على عوالم المعرفة، فيجد فيها المتعة والفائدة، ويتأكد لدى الطلبة مقدرة اللغة العربية على التعبير عن الإنسان الناطق بها بأفكاره وأحاسيسه، كما يتأكد لديهم الاعتزاز بالعربية، والإيمان بكفاءتها التواصلية وطاقاتها التعبيرية؛ لأنها لغة حياة متجددة.يتخذ منهاج اللّغة العربية مهارات متعددة من: فهم، واستنباط، وتحليل، وتركيب، وتفسير ليعين الطلبة على تمييز الصواب من الخطأ، وتمكينهم من تحليل النصوص وتقويمها.يوفر منهاج الّلغة العربية للطلبة فرص التفاعل مع ما يتضمنه من مناقشة وتذوق وأنشطة وخبرات، لتمكين الطلبة من إتقان لغتهم بما يمكنهم من استخدامها في تحقيق الاتصال والتعبير وتسهيل التفكير، فيلمسون واقع لغتهم وأنظمتها، ويتصلون بتراثهم الأدبي الخالد عبر العصور، ويقفون في وجه أدعياء تخلف العربية وجمودها، وعجزها عن مجاراة العصر، فيزدادون تمسكاً بلغتهم.