تمثل الدافعية نقطة اهتمام مركزية لجميع الباحثين في ميدان التربية والسلوك الإنساني، إذ أنها المحرك الرئيسي لسلوك الإنسان، ويتلخص مفهوم الدافعية في مجموع الرغبات والحاجات والميول والاتجاهات التي توجه السلوك نحو الهدف المراد تحقيقه، وإن السؤال "ما الذي يسبب السلوك؟ " أو "ما الذي يدعو فلاناً إلى التصرف بالطريقة التي يتصرف بها ؟ "كان...
قراءة الكل
تمثل الدافعية نقطة اهتمام مركزية لجميع الباحثين في ميدان التربية والسلوك الإنساني، إذ أنها المحرك الرئيسي لسلوك الإنسان، ويتلخص مفهوم الدافعية في مجموع الرغبات والحاجات والميول والاتجاهات التي توجه السلوك نحو الهدف المراد تحقيقه، وإن السؤال "ما الذي يسبب السلوك؟ " أو "ما الذي يدعو فلاناً إلى التصرف بالطريقة التي يتصرف بها ؟ "كان ولا يزال محور اهتمام، ليس علماء النفس فحسب، بل كل البشر أيضاً.والدوافع من أهم موضوعات علم النفس، لأن موقع الدافع من السلوك الذي هو موضوع علم النفس موقع أساسي ومركزي فالذي يحرك السلوك هو الدافع، وأساليب سلوكنا كلها ترتبط بصورة قوية بدافع معين. ويهم الناس جميعاً أن يتعرفوا على الدوافع التي تدفعهم وتدفع الآخرين إلى السلوك في اتجاه معين حتى يستطيعوا فهم أنفسهم وفهم الآخرين مما يمكنهم من تحقيق التكيف الفردي والتكيف الاجتماعي وحدوث الرضا والارتياح.فهو يهم الأب الذي يريد أن يعرف لماذا يميل طفله إلى الانطواء على نفسه والعزوف عن اللّعب مع أترابه؟ ولماذا يكون طيعا في المدرسة ومشاكساً في البيت؟ أو لماذا يسرف في الكذب؟ وأيضاً يهم الطبيب الذي يريد أن يعرف سبب الشكوى عند المريض الذي يدل فحصه على خلوه من أسباب المرض الجسمي؟ أو لماذا يهمل بعض المرضى إتباع نصائحه وإرشاداته؟ورجل القانون يهمه أن يعرف الأسباب والدوافع التي تحمل بعض المجرمين على معاودة الجريمة بالرغم مما يوقع عليهم من عقابٍ أليم، بل إن هذه المعرفة ضرورية لكل من يشرف على جماعة من الناس ويوجههم ويجهد في حفزهم على العمل كالأخصائي الاجتماعي الذي يعمل مع الجماعات الطلابية، او المدرس الذي يحاول حفز الطلبة، ومعرفة دوافعهم وميولهم؛ وليتسنى له أن يستغلها في حفزهم على التعلم فالتعلم لا يكون مثمراً إلا إذا كان يرضي دوافع لدى المتعلم، وكثيراً ما يكون تقصير بعض الطلبة راجعاً إلى انعدام ميلهم أو اهتمامهم بما يدرسون لا إلى نقص في قدراتهم أو ذكائهم.يضاف إلى كل هذا أن معرفة الإنسان لدوافع غيره تحمله على التسامح ورحابة الصدر وإقامة علاقات إنسانية أفضل، وجهل الإنسان بدوافعه الخاصة قد يكون مصدراً لكثير من متاعبه ومشكلاته ومعتقداته فكثير من ألوان السخط والشقاء فيما يكابده الإنسان يرجع إلى أنه لا يعرف ما يريد.ولأن الحاجة قد أصبحت ملحة لدراسة الدافعية لكل مختص وباحث ودارس ومتعمق بالنفس الإنسانية؛ فقد جاء هذا الكتاب ليضيف للمكتبة العربية مؤلفا جديدا في موضوع مهم من مواضيع علم النفس التربوي وركن أساسي من أركان التعلم، ويهتم الكتاب بكل جديد وحديث ذات علاقة بالدافعية والتعلم.ان هذا الكتاب محاولة جمعت وصيغت وعرضت بطريقة تحتوي على الجداول والأشكال التوضيحية التي من شأنها ان تسهل الفهم وتجعل الكتاب بسيطا وعلميا وجذابا لكل الدارسين.لقد اشتمل الكتاب على عدة فصول متنوعة بلغت خمسة فصول حيث تضمن الفصل الأول الدافعية تعريفها وأنواعها ووظائفها وأسسها ومكوناتها وطرق قياسها. اما الفصل الثاني فقد تطرق إلى تفسير الدافعية من وجهة نظر مدارس ونظريات علم النفس، إضافة الى التعرف على التطبيقات التربوية لكل مدرسة ونظرية.وتوسع الفصل الثالث في دافعية الإنجاز من حيث مفهومها ومكوناتها والنظريات التي فسرت دافعية الانجاز وتطبيقاتها، اما الفصل الرابع فقد تناول بالتفصيل دافعية التعلم من حيث مفهومها وأهميتها والعوامل المؤثرة فيها ووظائفها وقوانينها ونظرياتها والتطبيقات التربوية لكل نظرية.وأخيرا تحدث الفصل الخامس عن الدوافع وبعض المتغيرات ذات العلاقة من مثل الدافعية والتدين.والدافعية والتفكير الايجابي، والدافعية وحل المشكلات والدافعية والإبداع، وكذلك علاقة الدافعية بالذكاءات المتعددة والذكاء العاطفي والانفعالات وايضا علاقة الدافعية بالرياضة، والدافعية والتلكؤ الأكاديمي والدافعية والبرمجة اللغوية العصبية والدافعية وعادات العقل.