البهلوان يتذكر كم فتحة يمكن أن يسرق عبرها حبر دمه: فى البيت الكائن أمام جدار الحجارة معطيا ظهره لشجرة النبق الثلاث، كانت المراة تحمم أولادها وهم معصوبي العينين بقماشة سوداء، خوفا من هؤلاء الذين يعيشون معها فى البيت غير ظاهرين، كانت تسد الأذنين بالقطن، أما الفم فهو بيت اللعاب، والعفاريت تنفر منه، وكذلك الأنف فيه المخاط والعفاريت ...
قراءة الكل
البهلوان يتذكر كم فتحة يمكن أن يسرق عبرها حبر دمه: فى البيت الكائن أمام جدار الحجارة معطيا ظهره لشجرة النبق الثلاث، كانت المراة تحمم أولادها وهم معصوبي العينين بقماشة سوداء، خوفا من هؤلاء الذين يعيشون معها فى البيت غير ظاهرين، كانت تسد الأذنين بالقطن، أما الفم فهو بيت اللعاب، والعفاريت تنفر منه، وكذلك الأنف فيه المخاط والعفاريت تكرهه. إذن لن تستطيع العفاريت تخريب بدن آى من أولادها، إذا دخلته عن طريق فتحة من الفتحات المذكورة، ولتنظفي النار الزرقاء فى هذا البيت، كانت تضحك فى مواجهة الفضاء، لتغيظ العفاريت بتدبريها، وتحايلها الماكر. ظلت تفعل معهم سنين طويلة إلى أن بلغ أكبر أولادها الثالثة والعشرين، كان البهلوان عطية يعلن لها أنه لن يستحم بغمامة على عينيه بعد اليوم أبدا.. قالت له: العفاريت يابنى...؟! صاح البهلوان، وهو يضرب على خلفيته: "لاتشغلي بالك.. الإنسان يمتلئ بالفتحات يا أمي".