نبذة النيل والفرات:رافق نوري السعيد الحكم الملكي في العراق سبعاً وثلاثين سنة، وكان في العقدين الأخيرين من حياته أوسع رجال السياسة العربية نفوذاً وأمضاهم كلمة وأشدهم حيلة ودهاء وأكثرهم اتصالاً بساسة الدول الغربية وقادتها. وقد كانت خاتمته فاجعة هائلة لم يسجل التاريخ لها مثيلاً في فظاعتها، فطورد في بغداد الثائرة كالذئب الجريح يوماً...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:رافق نوري السعيد الحكم الملكي في العراق سبعاً وثلاثين سنة، وكان في العقدين الأخيرين من حياته أوسع رجال السياسة العربية نفوذاً وأمضاهم كلمة وأشدهم حيلة ودهاء وأكثرهم اتصالاً بساسة الدول الغربية وقادتها. وقد كانت خاتمته فاجعة هائلة لم يسجل التاريخ لها مثيلاً في فظاعتها، فطورد في بغداد الثائرة كالذئب الجريح يوماً وبعض يوم، ومزقت أشلاؤه وسحبت في الشوارع والميادين.ولقد أثارت شخصية نوري السعيد ولا تزال تياراً من الجدل والخلاف حول دورها في السياسة العربية، حيث يرى البعض أنه كان من أشد المناصرين للغرب في العالم العربي على حساب أمته العربية، بينما يرى فريق آخر أنه يعتبر من أوائل القوميين العرب الذي كان لهم دور كبير في دعم قضايا الأمة العربية.إن تاريخ الشخصيات السياسية المتميزة، ونشاطهم أمر جدير باهتمام الباحثين الذين بوسعهم أن يسلطوا أضواء جديدة على جوانب تاريخية مهمة في حياة تلك الشخصيات. ولذا جاءت هذه الدراسة لكي تلقي الضوء على تاريخ تلك الشخصية ودورها في القضايا العربية. بالإضافة إلى ذلك فإنه كثيراً منا تلصق بعض الاتهامات والتدليسات والتقولات والانتحالات بحق زعماء ومسؤولين ومنهم نوري السعيد، فتؤخذ في بعض الأحيان على عواهنها دون نقد أو فحص أو تدقيق، وتفسر على أنها حقائق ثابتة فتؤثر في أسلوب التفكير، وتغرس خطاياها في المجتمع أو الحياة العامة أو الثقافة القومية للأمة.وقد قسمت الدراسة إلى مقدمة وسبعة فصول رئيسية، ثم أعقبتها خاتمة وثبت بأهم المصادر والمراجع، التي استندت إليها الدراسة. يعالج الفصل الأول سيكولوجية نوري السعيد من حيث البنية السيكولوجية، والقيم والنسق القيمي، وأخيراً بعض سماته النفسية.وأما الفصل الثاني، فيتناول بدايات نوري السعيد في العمل القومي العربي، وذلك من خلال تسليط الضوء على دوره في جمعية العهد، وانعكاسات ذلك على شخصيته، ونشاطه السياسي فيما بعد. ويتناول هذا الفصل أيضاً اتصاله المبكر بالإنجليز ونشاطه العسكري والسياسي أيام الثورة العربية الكبرى، وموقعه في حكومة فيصل في سوريا وما رافقها من أحداث ساعدت على بروزه فوق المسرح السياسي، وثقل وزنه السياسي بصورة ملموسة.ويعالج الفصل الثالث دور نوري في قيام جامعة الدولة العربية، حيث كان نوري من أبرز رجال السياسية العربية الذين شاركوا في تأسيس الجامعة من خلال الاشتراك في المراحل المختلفة التي أدت في النهاية إلى إعلان قيام جامعة الدول العربية. وكذلك فإن هذا الفصل يعالج موقف نوري السعيد تجاه الجامعة بعد إعلان قيامها حيث أصبحت الجامعة بعد ذلك مسرحاً للصراع بين العراق ومعظم الدول العربية، ويأتي في مقدمتها مصر. ولاستكمال الصورة كان لا بد من دراسة موقف نوري من نشاطات الجامعة خاصة المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل، وميثاق الضمان الجماعي العربي. أما الفصل الرابع فيتناول موقف نوري السعيد من سياسة الأحلاف الغربية.أما الفصل الخامس فيركز على موقف نوري السعيد من قضايا الوحدة العربية. ولقد قسمت الدراسة هذا الموضوع إلى قسمين، يتناول القسم الأول الاتحاد العراقي-الأردني في فترة حكم الملك عبد الله (1947-1951)، ثم فترة حكم الملك حسين(1951-1958)، باعتبار أن فترة حكم الملك طلال كانت فترة انتقالية. أما القسم الثاني من هذا الفصل فيتناول الوحدة العراقية-السورية. ولقد قسمت الدراسة هذا القسم إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى من عام 1921 إلى عام 1939، والمرحلة الثانية من عام 1939 إلى عام 1948 ويمكن أن نطلق عليها مرحلة الهلال الخصيب وسوريا الكبرى، أما المرحلة الثالثة فتناول الفترة من عام 1949 إلى عام 1954 وهي ما يطلق عليها مرحلة الانقلابات العسكرية السورية.ويتضمن الفصل السادس دراسة للخلافات العراقية-العربية. ونظراً لتنوع تلك الخلافات فلقد تمّ تقسيمها إلى ثلاث عناصر رئيسية. يعالج الأول منها الصراع المصري-العراقي والذي امتد من عام 1948 إلى عام 1958، حيث توترت العلاقات المصرية-العراقية في تلك الفترة بسبب بعض القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من ناحية، والقضية السورية وما رافقها من محاولة اتحاد العراق مع سورية من ناحية ثانية، ثم جاء حلف بغداد ليدخل الصراع بين البلدين مرحلة جديدة تميزت بالعداء الصريح أو السافر، حيث لجأ كل منهما إلى مختلف الوسائل للإطاحة بحكومة البلد الآخر. وأخيراً يتناول هذا العنصر الوحدة المصرية-السورية وموقف نوري السعيد منها أما العنصر الثاني من هذا الفصل فلقد عالج العداء الهاشمي-السعودي، ذلك العداء الذي وجدت جذوره منذ الصراع الحجازي-النجدي (الهاشمي-الوهابي) وترك أثره بعد ذلك على العلاقات العراقية-السعودية منذ تأسيس الدولة العراقية. أما العنصر الثالث من هذا الفصل فيلقي الضوء على قضية هامة وحساسة لا زالت تلقي بظلالها على الساحة السياسية العربية، وهي قضية العلاقات العراقية-الكويتية، حيث تناولت الدراسة في هذا العنصر قضية الحدود العراقية-الكويتية وما ترتب عليها من مشكلات بين البلدين، بالإضافة إلى دراسة المحاولات العراقية لضم الكويت إلى العراق.والفصل السابع يعالج دور نوري السعيد في القضية الفلسطينية، حيث كان لنوري السعيد دور ملموس في أحداث تلك القضية. ولقد قسمت الدراسة هذا الموضوع إلى ثلاث فترات زمنية، الفترة الأولى من عام 1936 إلى عام 1939 وتتناول الدراسة فيها دور نوري السعيد في أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى ومؤتمر المائدة المستديرة. والفترة الثانية تتناول أحداث القضية الفلسطينية منذ عام 1940 إلى عام 1947 وما تضمنته هذه الفترة من أحداث يأتي في مقدمتها لجان التحقيق وقرار تقسيم فلسطين. وأخيراً الفترة من عام 1948 إلى عام 1958، وهذه الفترة من أخطر الفترات شهدت تهجير يهود العراق إلى إسرائيل، وما ترافق من ذلك من توجيه أصابع الاتهام إلى نوري السعيد بأنه كان المسؤول الأول عن عملية التهجير، مما أدى إلى تقوية إسرائيل عسكرياً واقتصادياً.أما الخاتمة: فتناولت أبرز ما توصلت إليه الدراسة من نقاط، وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ثم ختمت الدراسة بثبت بأهم المصادر والمراجع.