إن "العلم يعرف بمنهجه لا بموضوعه" ذلك أن منهج العلم هو ما يشكل التفكير العلمي أيًا كان موضوع هذا العلم وذلك التفكير، فقد تختلف الموضوعات المطروحة للبحث فتكون ظاهرة الصوت أو ظاهرة الضوء أو كائنًا ما كان الموضوع لكنه يكون علمًا إذا خضع البحث فيه لشروط البحث العلمي ومناهجه كما حددتها الخبرة العلمية على امتداد العصور؛ فالعلم يصبح بم...
قراءة الكل
إن "العلم يعرف بمنهجه لا بموضوعه" ذلك أن منهج العلم هو ما يشكل التفكير العلمي أيًا كان موضوع هذا العلم وذلك التفكير، فقد تختلف الموضوعات المطروحة للبحث فتكون ظاهرة الصوت أو ظاهرة الضوء أو كائنًا ما كان الموضوع لكنه يكون علمًا إذا خضع البحث فيه لشروط البحث العلمي ومناهجه كما حددتها الخبرة العلمية على امتداد العصور؛ فالعلم يصبح بمنهجه في البحث وليس بموضوعه.. وإذا نظرنا إلى عالم اليوم نجد أن التقدم حولنا في شتى العلوم والفنون هو نتاج البحث العلمي، ولن يحدث تقدم إلا به. والبحث غير العلمي هو الطريقة التي يفكر بها عامة الناس عندما تواجههم مشكلة من مشاكل الحياة اليومية، أما البحث العلمي فهو منهج له قواعد وإجراءات يلتزم بها الباحث، ورغم وجود بعض الاختلافات في إجراءات البحث بين ميادين العلوم المختلفة، إلا أن هناك قواعد ثابتة للبحث، وعلى الباحث في أي مجال أن يلتزم بكلمتين عند إجراء البحث وهما: "الدقة والموضوعية". وهذا الكتاب يمثل لبنة جديدة في صرح البحث العلمي بالمكتبة العربية. إنه يأخذ الطالب والباحث في رحلة علمية تبدأ من أول التفكير في اختيار موضوع البحث وصياغة عنوانه، وحتى تتم مناقشته، مرورًا بكافة المراحل بينهما. وقد راعينا الترتيب المنطقي لمحتويات الكتاب، والتبسيط في العرض ليفهمه الباحث والطالب معًا. وقد روعي فيه عدم الوقوف عند مجرد عرض لخطوات ومراحل البحث، بل كان تركيزه الأساسي على إجراءات تنفيذ كل خطوة، مدعمًا ذلك بالأمثلة التوضيحية التي تخدم العرض النظري.