تتمثل بعض الاتجاهات الرئيسية لظاهرة الإرهاب الدولي في وقتنا الحاضر في ظهور أفراد لا ينتمون إلى منظمة إرهابية معروفة، ولا تمولهم دولة بعينها، بالإضافة إلى تزايد حدة الأعمال الدموية والميل نحو شن هجمات عشوائية في الأماكن العامة. هناك أيضًا تزايد القلق بشأن استخدام منظمي الهجمات الإرهابية تقنية المعلومات في أغراض الاتصال والتنسيق و...
قراءة الكل
تتمثل بعض الاتجاهات الرئيسية لظاهرة الإرهاب الدولي في وقتنا الحاضر في ظهور أفراد لا ينتمون إلى منظمة إرهابية معروفة، ولا تمولهم دولة بعينها، بالإضافة إلى تزايد حدة الأعمال الدموية والميل نحو شن هجمات عشوائية في الأماكن العامة. هناك أيضًا تزايد القلق بشأن استخدام منظمي الهجمات الإرهابية تقنية المعلومات في أغراض الاتصال والتنسيق والدعاية، ناهيك عن أنهم في بعض الحالات ينفون مسؤوليتهم عن هذه الهجمات، أو لنقل نادرًا ما يعلنونها. والإرهابيون المدربون يلبدون بالقرب من أهدافهم لبعض الوقت على الرغم من أنهم في بعض الأحيان يشركون معهم أفرادًا غير محترفين. فضلا عن ذلك، فإنهم يشنون هجماتهم على مناطق لأطراف ثالثة لا تمت بصلة للقضية محل النزاع أو صلتهم بها ضعيفة.وخلال تسعينات القرن الماضي، بات العامل الديني دافعًا قويًا للإرهاب، على نحو متزايد، بدلاً من الدوافع الأيديولوجية مثل الماركسية. ويعتقد أن الوازع الديني هو المحرك الرئيسي لثلث الجماعات الإرهابية الناشطة في الوقت الراهن. أما الانشقاق العرقي فمسؤول عن نحو 37% من إجمالي العمليات الإرهابية التي تمت على المستوى الدولي في منتصف التسعينات من القرن الماضي.وفي بعض الحالات يرتبط الإرهاب بالجريمة باعتبارهما وسيلة للحصول على المال. ويشير اتجاه أكثر حداثة إلى تزايد عمليات التفجيرات الانتحارية، و خصوصا في حالة الجماعات الفلسطينية والثوار الشيشان. وغالبًا ما ينظر إلى هذه العمليات على أنها عمليات استشهادية. وتعلم الجماعات الإرهابية علم اليقين صعوبة منع الهجمات الانتحارية. ولذا فقد أشيع في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن مثل هذه العمليات ربما تصبح نموذجًا يتبعه الإرهاب في المستقبل.وهناك بالطبع سمات للإرهاب المعاصر يرجح أن تستمر في المستقبل مثل وجود منظمات تكون أقل قيودا ومركزية، وظهور أفراد يعملون لحسابهم الخاص. وبشكل مماثل، يبدو أنه سيكون هناك استمرارية لهيمنة الدوافع الدينية والعرقية إلى جانب النزعات القومية. ومن ثم، فإن تحليل الاتجاهات المستقبلية يبدو أنه سيركز بشكل كبير على استخدام أسلحة وتقنيات جديدة بالإضافة إلى تنويع الأهداف.وفي أحوال كثيرة يغفل التركيز الحالي على تنظيم القاعدة حقيقة وجود العديد من الجماعات الأخرى المنخرطة في الإرهاب الدولي، سواء كانت على علاقة بالقاعدة أم لا. ومما لا شك فيه أن الهجمات التي استهدفت الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر تمثل نموذجا يحتذي به أفراد آخرون ينتمون للقاعدة أو منظمات إرهابية أخرى. وقد يكون التأثير الملموس لأحداث الحادي عشر من سبتمبر والاتجاه المتزايد نحو القيام بعمليات تفجير انتحارية- غالبًا ما يعتبرها منفذوها عمليات استشهادية- جزءًا من أكثر التهديدات التي يشكلها الإرهاب الدولي في الوقت الحاضر خطورة. وفي هذا المعنى، فإن الإرهاب الدولي بات دون شك أكثر "انتقالية" في طبيعته، ناهيك عن وجود تعاون أكبر، فيما يبدو، بين مجموعات بعينها واتساع النطاق الجغرافي للعمليات المرتبطة بالقاعدة ومفهوم الجهاد العالمي مع اعتبار الولايات المتحدة الهدف الرئيسي.