يتعلم الانسان الكلام في سن ثلاث سنوات وقبل ان ينضج، ولكن قد يبقي طول العمر بعد ذلك دون ان يتعلم كيف ينصت للآخرين. وقد يقضي معظم حياته سعيدًا بالاستماع الى كلماته هو دون ادراك منه او وعي بان هناك حقائق اخرى تتجاوز طول اللسان وسرعة حركته وارتفاع صوت الحنجرة او شدة احبالها الصوتية. ان فن الانصات يكاد يتجاوز في تاثيره فن الحديث.. فا...
قراءة الكل
يتعلم الانسان الكلام في سن ثلاث سنوات وقبل ان ينضج، ولكن قد يبقي طول العمر بعد ذلك دون ان يتعلم كيف ينصت للآخرين. وقد يقضي معظم حياته سعيدًا بالاستماع الى كلماته هو دون ادراك منه او وعي بان هناك حقائق اخرى تتجاوز طول اللسان وسرعة حركته وارتفاع صوت الحنجرة او شدة احبالها الصوتية. ان فن الانصات يكاد يتجاوز في تاثيره فن الحديث.. فاذا كان التحدث احد اهم مزايا الجنس البشري؛ فان الانصات بفهم ووعي من اهم ملامح الاذكياء والعباقرة الذين تعلموا كيف ينصتون لاذانهم اكثر من اصرارهم علي ان يجهروا بافكارهم علنًا في وجه المختلفين معهم، لانهم ادركوا مبكرا ان فتح الفم يغلق الاذن واننا لا نتعلم عندما نتكلم. هذا الكتاب دعوة لفهم ما وراء الكلمات وادراك معني الصمت الذي هو اثمن كثيرًا من الذهب.