كانت هوية مصر، ولا تزال، قضية مثيرة للجدل بين كتابها ومفكريها ومثقفيها بشكل عام وقد شهد التاريخ الحديث وقفات حائرة أمام تلك الهوية، وغالباً ما ارتبط ذلك بأزمة مجتمعية حادة أو مفترق طرق تاريخي شهدته البلاد والمجتمع، والكتاب الذي بين أيدينا يتعرض لإحدى تلك الفترات المهمة من تاريخ مصر الحديث الذي احترم فيها الجدل حول الهوية فقد شهد...
قراءة الكل
كانت هوية مصر، ولا تزال، قضية مثيرة للجدل بين كتابها ومفكريها ومثقفيها بشكل عام وقد شهد التاريخ الحديث وقفات حائرة أمام تلك الهوية، وغالباً ما ارتبط ذلك بأزمة مجتمعية حادة أو مفترق طرق تاريخي شهدته البلاد والمجتمع، والكتاب الذي بين أيدينا يتعرض لإحدى تلك الفترات المهمة من تاريخ مصر الحديث الذي احترم فيها الجدل حول الهوية فقد شهدت الفترة التي يتناولها (1900- 1930) تطورات جذرية داخلياً وخارجياً، ونعني بهذه التطورات بالأساس "البروسترويكا" العثمانية. التي تعرضت لها بقايا تلك الإمبراطورية بصعود الحركة "الكمالية". إذ كان لنزوع حركة "كمال أتاتورك" إلى التخلي عن الكيان الإمبراطوري العثماني بوجهه الإسلامي، والإتجاه نحو إرساء قواعد قومية تركية منغلقة ذات وجه علماني، أثره في إشاعة الإضطراب في مفاهيم الهوية التي استقرت طويلاً، ومع التوجه الجديد للدولة التركية فقدت مصر سقف الولاء العثماني الذي كانت تنتمي إليه، وتستظل بظله، ووقفت في مفترق الطر تبحث عن انتماء بديل، ولذا كان هذا الكتاب الذي يناقش هوية مصر.