يعتبر إيمانويل مونييه ممثلاً لأحد المذاهب الفلسفية التي سادت في فترة ما بين الحربين العالميتين. وقد أطلق على هذا المذهب اسم الشخصانية. وكلمة الشخصانية ليست من اختراع مونييه نفسه. فقد سبقه في استعمالها فيلسوف فرنسي هورينوفييه الذي عاش من (1815-1903) إلا أن مونييه عمل على تطويرها وإعطائها مضموناً آخر عبر ربطها بالفكر المسيحي الميت...
قراءة الكل
يعتبر إيمانويل مونييه ممثلاً لأحد المذاهب الفلسفية التي سادت في فترة ما بين الحربين العالميتين. وقد أطلق على هذا المذهب اسم الشخصانية. وكلمة الشخصانية ليست من اختراع مونييه نفسه. فقد سبقه في استعمالها فيلسوف فرنسي هورينوفييه الذي عاش من (1815-1903) إلا أن مونييه عمل على تطويرها وإعطائها مضموناً آخر عبر ربطها بالفكر المسيحي الميتافيزيقي. والشخصانية كفلسفة، تقوم على التوفيق بين المسيحية من جهة والاشتراكية من جهة أخرى.فهي على الصعيد الفلسفي، تدعو إلى إعطاء الأولوية للشخص الذي يختلف، كمفهوم عن مفهوم الفرد, فالشخص بنظرها، "هو سيطرة على الأشياء واختيار، ونزوع، وتشكل" في حين أن مفهوم الفرد يقوم على الخضوع للمادة التي "تجزئ، وتفرق وتفتت" وبكلمة أخرى فإنها تضع الشخص فوق الضرورات المادية والنظم الاجتماعية. من هنا فإنها ترى أن عمل الفيلسوف يجب أن يكون الالتزام بالحياة العملية وبحركة التاريخ والنضال من أجل إعلاء شأن الشخص وكرامته.أما على الصعيد الاجتماعي والسياسي فإن الشخصانية تقف من الرأسمالية والشيوعية موقف الرفض. فتعتبر الأولى مسؤولة عن الفوضى الاجتماعية والاقتصادية والروحية التي تعم المجتمع. وتعيب على الثانية دكتاتوريتها وعدم احترامها لحرية الشخص. وللشخصانية موقف نقدي من الكنيسة أيضاً. فهي تنتقد الكنيسة المحافظة والمتزمتة، وتطالب بكنيسة منفتحة على الإنسان في كل أنحاء العالم.هذه الخطوط العريضة للفلسفة الشخصانية، نجد تفصيلاً وافياً لها في هذا الكتاب الذي يعرض فيه المؤلف لوسيان غيسار فكر مونييه بكل جلاء، متتبعاً مراحل تطوره وملماً بأدق تفاصيله.