الكتاب رد على واحد من سلسلة الكتب التي روج لها الإعلام العراقي بعد هزيمته في حرب تحرير الكويت، ويتضمن مناقشة وتعقيبا وتصحيحا لما ورد في كتاب "حرب تلد أخرى" لسعد البزاز الذي كان يشغل رئاسة تحرير جريدة الجمهورية العراقية، وقد جاء كتابه هذا محذرا أو منذرا بحرب جديدة يقتص فيها النظام العراقي من الشعوب التي وقفت ضده.فلقد تتبع المؤلفا...
قراءة الكل
الكتاب رد على واحد من سلسلة الكتب التي روج لها الإعلام العراقي بعد هزيمته في حرب تحرير الكويت، ويتضمن مناقشة وتعقيبا وتصحيحا لما ورد في كتاب "حرب تلد أخرى" لسعد البزاز الذي كان يشغل رئاسة تحرير جريدة الجمهورية العراقية، وقد جاء كتابه هذا محذرا أو منذرا بحرب جديدة يقتص فيها النظام العراقي من الشعوب التي وقفت ضده.فلقد تتبع المؤلفان المنهج الذي أقام عليه "البزاز" كتابه: "حرب تلد أخرى" فقدما الأدلة على ضعف مصداقية ما أورده من معلومات وتحليلات، أخذت بالشائعات، وبتعميم الحدث الفردي، مما جعله أقرب إلى أسلوب الروائيين والقصاص منه إلى كتابات الباحثين والمحللين، أو هو إلى كتب الدعاية السياسية وثيق الصلة، وليس إلى كتب التحليل السياسي الموضوعي على الرغم من حرص مؤلفه على أن يبهر القارئ منذ صفحات الكتاب الأولى، فيعلن أنه قد فتحت له الملفات والوثائق السرية التي كان مقدرا لها أن تبقى في طي الكتمان طيلة ربع قرن آخر من الزمان!!ويرى الباحثان في هذا الكتاب أن ما عرضه البزاز من ادعاءات باطلة في إطار تبرير العدوان على الكويت، وتصوير العراق بأنه ضحية مؤامرة أمريكية هدفها القضاء عليه سعيا للسيطرة على منابع النفط، يعد عدوانا على العقل العربي، حيث يلوي عنق الحقيقة تحت مظلة مستقبل الحلم العربي في الوحدة والعمل المشترك.إنها في الحقيقة دعوة إلى توحيد الأمة بالغزو، وجمع كلمتها بالقهر، وإقامة الحوار بين دولها بالسلاح، وهو مبدأ يخون كل القيم والأعراف العربية والإنسانية، ومن ثم يسعى المؤلفان في إصدارهما هذا إلى جلاء وجه الحقيقة عن هذا العدوان العراقي على دولة الكويت، ويقفان في وجه الادعاءات الزائفة التي لا يمكن أن تكون مادة لأي دراسة علمية.