من المؤكد أنه لم تحدث في الماضي مثل هذه الجريمة – فيما نعلم – إلا على يد النظام العراقي، وربما لن تحدث في المستقبل، فقد عمد هذا النظام إلى تفجير وإشعال وتدمير 1164 بئرا بترولية إلى جانب تفجير المنشآت البترولية الحيوية كالمصافي وخزانات النفط ومحطات توليد الكهرباء وتحلية المياه.وتثبت الوثائق العراقية التي تضمنها هذا الكتاب بما لا ...
قراءة الكل
من المؤكد أنه لم تحدث في الماضي مثل هذه الجريمة – فيما نعلم – إلا على يد النظام العراقي، وربما لن تحدث في المستقبل، فقد عمد هذا النظام إلى تفجير وإشعال وتدمير 1164 بئرا بترولية إلى جانب تفجير المنشآت البترولية الحيوية كالمصافي وخزانات النفط ومحطات توليد الكهرباء وتحلية المياه.وتثبت الوثائق العراقية التي تضمنها هذا الكتاب بما لا يدع مجالا للشك أن هذا التدمير كان عملا مبيتا ومخططا له منذ وقت مبكر، فقد نصت وثيقة صادرة في 12/8/1990 – أي بعد العدوان بعشرة أيام فقط – على تخصيص وتسمية جماعات التخريب الخاصة بآبار النفط ومحطات الكهرباء والماء التي تمت تهيئتها للتخريب المؤجل، وتهيئة متطلبات التفجير وإكمالها بحيث تكون كل مجموعة ثابتة في المكان المحدد لها بغرض تفجير هذه الأهداف حال صدور الأمر بذلك، كما جاء نصا في إحدى هذه الوثائق "إن المنشآت النفطية المعدة للتخريب تنفذ عندما يصبح الموقف خطيرا ولا تسلم للعدو سالمة بل مدمرة" وهي توجيهات صادرة بأمر صدام حسين نفسه.وتقف هذه الوثائق شاهدا على جريمة العصر بل جريمة كل العصور؛ لتدعو الضمير الإنساني والمجتمع الدولي إلى محاسبة هذا النظام عن جرائمه وإنزال العقوبات الرادعة به حتى لا يفكر أي نظام عدواني في اقتراف مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية وضد الحياة.