اشتهر في عصرنا لون جديد من التفسير، أطلق عليه (التفسير العلمي للقرآن) اهتم بتفسير الجانب الكوني في آيات القرآن الحكيم، وهو جانب مهم جداً، لأنه عماد الدلائل الإلهية على وجود الله تعالى وتوحيده وباهر قدرته وواسع علمه ولطيف حكمته.وهذا الجانب من الآيات في حاجة ماسة إلى إعادة تفسيره وبيانه بأسلوب علمي يبرز عن طريق ملاحظة الظواهر الكو...
قراءة الكل
اشتهر في عصرنا لون جديد من التفسير، أطلق عليه (التفسير العلمي للقرآن) اهتم بتفسير الجانب الكوني في آيات القرآن الحكيم، وهو جانب مهم جداً، لأنه عماد الدلائل الإلهية على وجود الله تعالى وتوحيده وباهر قدرته وواسع علمه ولطيف حكمته.وهذا الجانب من الآيات في حاجة ماسة إلى إعادة تفسيره وبيانه بأسلوب علمي يبرز عن طريق ملاحظة الظواهر الكونية، ويكشف عما في الآيات من أسرار وحقائق ناطَ الله بها كثيراً من منافعنا ومصالحنا في الدين والدنيا، قد أشار إليها القرآن في آياته ودلائله، وبدأ العلم يكشف عنها الحُجُب.ولكن هذا اللون من التفسير لا زال الخلاف فيه قائماً بين مؤيد له ومعارض، وعلماء الدين والشريعة مختلفون فيه ولكل فريق من المؤيدين أو المعارضين حُججه وبراهينه. لأجل ذلك وضعت الدكتورة "لبنى عبد العزيز محمد الحسن"/عضو هيئة التدريس بجامعة أم درمان الإسلامية في السودان هذه الدراسة التحليلية النقدية للوقوف على كافة الآراء المعنية بالتفسير العلمي للقرآن الكريم في فكر القدامى والمحدثين؛ ومنهم: الفخر الرازي، والإمام الزمخشري، وابن مسعود، والإمام الغزالي، والإمام السيوطي، وأبو إسحاق الشاطبي وآخرون.توزعت الدراسة على فصلين جاء الفصل الأول بعنوان "نشأة وتطور مفهوم التفسير العلمي للقرآن الكريم" ويبحث في جذور الاتجاه العلمي في التفسير والعلاقة بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وموازنة بين إيجابيات وسلبيات التفسير العلمي للقرآن الكريم. أما الفصل الثاني فجاء بعنوان "منهج البحث في التفسير العلمي للآيات الكونية" ويبحث في نظرة القرآن إلى الكون، وآيات الأنفس والآفاق في القرآن الكريم، والعلم الطبيعي والمسؤولية الأخلاقية من خلال آيات القرآن الكريم.