لم تعد التجارة الإلكترونية خياراً، بل ضرورة تنافسية؛ فهي تعد اليوم الطريقة الأكثر فاعلية لممارسة التجارة في عهد تتيح الاتصالات فيه المزيد والمزيد من خيارات الاتصال بالعملاء؛ وإلغاء التعامل بالمستندات الورقية وكافة التكاليف التشغيلية والإدارية المرتبطة بها؛ ومعالجة المعاملات بين حواسيب العملاء والموردين. أضف إلى ذلك أن التجارة ال...
قراءة الكل
لم تعد التجارة الإلكترونية خياراً، بل ضرورة تنافسية؛ فهي تعد اليوم الطريقة الأكثر فاعلية لممارسة التجارة في عهد تتيح الاتصالات فيه المزيد والمزيد من خيارات الاتصال بالعملاء؛ وإلغاء التعامل بالمستندات الورقية وكافة التكاليف التشغيلية والإدارية المرتبطة بها؛ ومعالجة المعاملات بين حواسيب العملاء والموردين. أضف إلى ذلك أن التجارة الإلكترونية ستكون القوة المحركة التي تقف وراء أي ارتفاع جديد في مستوى النمو الاقتصادي والتنمية؛ فالعالم يمضي سريعاً صوب الهياكل الاقتصادية القائمة على الإنترنت ومجتمعات المعرفة، التي تتألف من شبكات الأفراد، والمؤسسات، والدول المترابطة إلكترونياً في علاقات متكافلة ومتفاعلة.إن للحكومات دوراً مهماً في تسريع وتيرة انتشار الإنترنت ووضع السياسات المناسبة والخدمات المتكاملة، مما يؤثر إيجاباً في قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية، والبنى التحتية الأخرى، ورأس المال البشري؛ فالبنية التحتية الاتصالية الإلكترونية الضعيفة تعد عائقاً رئيسياً في وجه نمو التجارة الإلكترونية ونجاحها في الاقتصادات النامية. وعلى هذه الدول أن تعي أن تنميتها المستدامة في حاجة ماسّة إلى كتلة هائلة من العمالة الماهرة لتوفير التطبيقات الضرورية، وتقديم الدعم، ونشر المعارف التقنية اللازمة للتجارة الإلكترونية؛ ومن ثم فإن عليها أن تضع سياسات وخططاً للحد من هجرة عقولها وخبرائها في هذا المجال إلى الدول الغربية والصناعية الكبرى التي باتت غير قادرة، بسبب قاعدتها الصناعية والتقنية الهائلة، على تلبية حاجتها إلى المحترفين المدربين في مجال تقنيات المعلومات.وبقدر ما يحاول هذا الكتاب إثارة القضايا وتسليط الأضواء على مختلف جوانبها، فإنه يسعى كذلك إلى تقديم بعض الأجوبة لأسئلة، على غرار: لماذا نجحت بعض الدول النامية في مجال التجارة الإلكترونية في حين أن غيرها مازال يبذل كل جهده؟ ما أوجه الاختلاف في طريقة عمل جهات القطاعين العام والخاص لتبني التجارة الإلكترونية والتكيف معها؟ كيف تتحول الدول الناجحة من التطبيقات التقليدية إلى الجيل الجديد من تصاميم التجارة الإلكترونية المتكاملة؟ويطرح هذا الكتاب عدداً من الفرضيات تتناول ما يعتقد أنه يحدد نجاح التجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية في الدول النامية؛ وذلك من قبيل: كمية الموارد البشرية المتاحة في المجتمع ونوعية تلك الموارد؛ الموارد المالية المتاحة للدولة؛ فرص الوصول إلى الموارد القائمة على الإنترنت والقدرات التقنية؛ الدور الذي تلعبه سيادة القانون في تسهيل استخدام التقنيات القائمة على الإنترنت في الدول النامية؛ وأن التجارة الإلكترونية ترتبط ارتباطاً إيجابياً بوجود قانون للفضاء الإلكتروني؛ وبوجود قنوات موثوقة للدفع. وتؤمن المؤلفتان إيماناً راسخاً بأن صياغة استراتيجيات إلكترونية محكمة ستؤدي إلى ارتفاع معدلات تبني التجارة الإلكترونية وانتشارها.