يثير الروائي " لؤي زيتوني" في هذه الرواية مسألة على غاية من الأهمية وهي التربية الأسرية وأهميتها في صلاح الأفراد وبالتالي المجتمعات، فإن صلح الفرد، صلح المجتمع، ولكن كيف يكون هذا والأهل منشغلين عن أولادهم؟ في " نور تحت سيف العتم " نقرأ حكاية خاصة، أبطالها ما زالوا في طور البلوغ، نورا 15 عاماً وجهاد 12 عاماً. يسافر أهل نورا إلى خ...
قراءة الكل
يثير الروائي " لؤي زيتوني" في هذه الرواية مسألة على غاية من الأهمية وهي التربية الأسرية وأهميتها في صلاح الأفراد وبالتالي المجتمعات، فإن صلح الفرد، صلح المجتمع، ولكن كيف يكون هذا والأهل منشغلين عن أولادهم؟ في " نور تحت سيف العتم " نقرأ حكاية خاصة، أبطالها ما زالوا في طور البلوغ، نورا 15 عاماً وجهاد 12 عاماً. يسافر أهل نورا إلى خارج البلاد وتبقى وحيدة تنشد الحنان والعاطفة فلا تجدهما، فتتعرض لتجربة مع زميل في مثل عمرها ( فارس ) يستغلها، وهنا يبدأ الروائي برسم طريق شخصيات روائية بأسلوب أدبي على غاية من الرهافة والصدق والإحساس بالمسؤولية، فيكشف عن سلبيات إهمال الأولاد في هذه السن الحرجة لما لها من تأثير في بناء الشخصية وتكوين ذوات الأفراد وزرع الثقة في نفوسهم، وعدم تركهم يصارعون في الحياة بمفردهم. تقول نورا: " ما هو مستقبلي؟ وأي مستقبل هذا الذي يتحكم فيه أمثال فارس، أليس هناك في كل البلاد من يستطيع مساعدتي؟ وأي أهل أولئك الذين لا يسألون عني وعن كل مشاكلي وأنا وحيدة هنا دون معين في سبيل بعض المال؟...وهنا تلجأ الطالبة إلى أستاذها " مجد " الذي يتعرض هو الآخر لهمجية فارس ورفاقه ولكنه يقف إلى جانبها ويشحذ في نفسها القوة للمواجهة وعدم الخضوع، يقول لها : " تعرفين أن مكتبي هذا سيبقى كما عهدته على الدوام، موضع ثقتك وأملك، لكن عليك أن تعرفي أن الحياة صراع متواصل لا نفرضه بل مفروض علينا، فإما أن نستسلم ونزول، أو أن نجابهه ولو لم ننل درجة الإنتصار... عودي إلى ذاتك وحاولي إستعادة التفكير في قوتك الداخلية التي تجعلك قادرة على القيام بالخيار الصائب، وتذكري القيم التي طالما تحدثنا عنها لتشريف الحياة..." . فهل تستطيع هذه الفتاة الصغيرة مواجهة الحياة بمفردها أم أن أحداثاً ومغامرات لا طاقة لها بها سوف تواجهها في حياتها شاءت أم أبت، وهل يأخذ الحب الحقيقي إلى قلبها سبيلاً وتستعيد ثقتها بنفسها. هذا ما سوف تكشفه أحداث الرواية والتي تطرح موضوعات متعددة حول قضايا هامة، التربية، الحب، الصداقة، التعاون مع الأخرين والنجاح في الحياة، فهل هذا يعني أننا يجب أن نعيد النظر في طرق تربية أولادنا وخصوصاً أنهم يتعرضون بالمؤثرات الخارجية من إعلام وإنترنت وغيرها من إختراقات تؤثر في عقول الأبناء. سؤال تجيب عنه هذه الرواية الرائعة حين قراءتها.