هذه رواية قصيرة أو قصة طويلة لا تتجاوز السبعين صفحة، للكاتب الإيطالي "كورزيو مالابارته" (1898-1957)، وتدور أحداثها في نابولي بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، لكن أثرها لا يقاس بعدد صفحاتها، ويكفي أن نعلم أن ناقل الكتاب الى العربية هو الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور الذي لم يترجم عملا آخر. أما كاتب مقدمة الترجمة العربية فه...
قراءة الكل
هذه رواية قصيرة أو قصة طويلة لا تتجاوز السبعين صفحة، للكاتب الإيطالي "كورزيو مالابارته" (1898-1957)، وتدور أحداثها في نابولي بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، لكن أثرها لا يقاس بعدد صفحاتها، ويكفي أن نعلم أن ناقل الكتاب الى العربية هو الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور الذي لم يترجم عملا آخر. أما كاتب مقدمة الترجمة العربية فهو الناقد السينمائي اللامع سمير فريد الذي قام بإطلاعنا على عالم الكاتب كورزيو مالابارته، وتعريفنا بفيلم "جلد الإنسان" كما أخرجته ليليان كفاني. فكانت لنا متعتان لا واحدة، الأولى بالنص الروائي، والثانية بالفيلم الذي أضاف إلى الرواية ما عمّق رسالتها، من حيث هي نقد مر لعلاقة أوروبا بأمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، ومواجهة بين حضارة متداعية وحضارة تتقدم بشراسة وتناقض لا رحمة فيه. وقد حرصت المخرجة على تقديم الجنود بلغاتهم الأصلية وهم آتون من بلاد كثيرة: أمريكا، فرنسا، المغرب، الهند، فضلا عن أنهم في إيطاليا، فبدت نابولي، المدينة التي تدور الأحداث فيها، وكأنها برج بابل أو مصغر الكون على حد تعبير سمير فريد.