طائر حكيم مسن حطّ على سنديانة كلما رأى أكثر تكلم أقل كلما تكلم أقل سمع أكثر لماذا لا نكون جميعا مثل هذا الطائر .استلهم المؤرخ والمفكر الدكتور كمال الصليبي . هذه الحكمة من الأدب الإنكليزي القديم في كتابة مذكراته , فقد رأى الكثير ومرّ بتجارب سياسية وفكرية وحياتية وأكاديمية عميقة , اكتفى برواية أحداثها كما يذكرها , نائياً بنفسه عن ...
قراءة الكل
طائر حكيم مسن حطّ على سنديانة كلما رأى أكثر تكلم أقل كلما تكلم أقل سمع أكثر لماذا لا نكون جميعا مثل هذا الطائر .استلهم المؤرخ والمفكر الدكتور كمال الصليبي . هذه الحكمة من الأدب الإنكليزي القديم في كتابة مذكراته , فقد رأى الكثير ومرّ بتجارب سياسية وفكرية وحياتية وأكاديمية عميقة , اكتفى برواية أحداثها كما يذكرها , نائياً بنفسه عن الغوص بالتفاصيل أو التحليل , أو إبداء رؤياه. فهي مذكرات " طائر حكيم " رأى كثيراً وتكلم قليلا , وترك للقارئ فرصة التأمل واستخلاص ما يراه مناسبا , ضمن نصٍّ جميل ممتع , ثريّ بالمعلومات والمشاهد واللوحات التاريخية , بدءاً بشرح تاريخي لتكوين أسرته , وما علق بذاكرته في بحمدون و بيروت والمدن الكثيرة التي تنقل بينها أو زارها , متوقفاً أمام أهم الأحداث ذات التأثير السياسي والاجتماعي والثقافي وصولا إلى عمّان , محطته الحالية . حافظ كمال الصليبي , كأستاذ ومؤرخ ومفكر على علاقات وثيقة , نقدية , مع من يؤيده أو يعارضه , وتجنب المعارك الدنكوشوتية غير المنتجة . يكتب نصه , ويترك للآخرين الحكم على هذا النص.