هذا الكتاب هو نافذة أردت من خلالها الإطلال على نظرات عبقري من عباقرة العالم، وعلم من أعظم رموز الفكر الإنساني، ما زالت الأقلام والأفكار والمدارك عاجزة عن الغور في أعماق فكره، ومضطربة في تقويم علمه ومعارفه، وبعيدة عن الإحاطة بمكنونات شخصيته، ومتخلّفة عن إستيعاب أسرار كلامه.ولا شكّ في أنّ الموت، والحياة، قضيتان تختزلان كثيراً من ا...
قراءة الكل
هذا الكتاب هو نافذة أردت من خلالها الإطلال على نظرات عبقري من عباقرة العالم، وعلم من أعظم رموز الفكر الإنساني، ما زالت الأقلام والأفكار والمدارك عاجزة عن الغور في أعماق فكره، ومضطربة في تقويم علمه ومعارفه، وبعيدة عن الإحاطة بمكنونات شخصيته، ومتخلّفة عن إستيعاب أسرار كلامه.ولا شكّ في أنّ الموت، والحياة، قضيتان تختزلان كثيراً من القضايا الفكرية، وتلخّصانها، لأنهما منطويتان على مكوّنات الفكر الإنساني، ويؤطران قضايا الوجود البشري، ومستقبله، ومصيره.ولست فيلسوفاً ولا من المشتغلين بالفلسفة، لأخوض في نمط من التفكير الفلسفي أو أنحو منحى فلسفياً في هذا الكتاب، ولكن شغفي بنصوص نهج البلاغة وكثرة قراءتي في هذا الكتاب العظيم الذي يضم خطب الإمام علي - عليه السلام - وإنبهاري بأسلوبه وبلاغته وسحر بيانه، وجميل تأليف جمله، جعلني أسعى إلى التأمّل في نصوصه، والتفكير في مضامينها وطرائق نظمها، وأسرار بنائها، وكان من العسير أن تتسع الدراسة لتشمل موضوعات الكتاب كلّه لأنّ ذلك يستغرق مجلّدات، فاقتصرت على قضيتين مهمتين فيه هما: الموت والحياة في فكر الإمام عليّ بن أبي طالب - عليه السلام - وقد حاولت أن أقصر هذه الدراسة على نصوص كتاب نهج البلاغة من غير التوغل في الأخبار والروايات أو الكتب التي ألّفت في دراسة فكر الإمام علي بن أبي طالب ودراسة نهج البلاغة.