منذ عرفناك في الجامعة لم نرك ترتدي سوى حذاء واحد، عفواً فسؤالي ليس شخصي، بل علمي بحت، فهل لسلوكك هذا علاقة بنظريتك الجديدة (الحذاء والإنسان والمجتمع والحضارة)؟ نعم. كيف؟ سأل الطالب. فأجبته: لكل نظرية فلسفية أو أخلاقية مبدع أبدعها أي صاحب النظرية ويجب عليه أن يكون ملتزماً فكرياً وسلوكياً بنظريته. فقيامي بهذا السلوك وعدم تغييري لح...
قراءة الكل
منذ عرفناك في الجامعة لم نرك ترتدي سوى حذاء واحد، عفواً فسؤالي ليس شخصي، بل علمي بحت، فهل لسلوكك هذا علاقة بنظريتك الجديدة (الحذاء والإنسان والمجتمع والحضارة)؟ نعم. كيف؟ سأل الطالب. فأجبته: لكل نظرية فلسفية أو أخلاقية مبدع أبدعها أي صاحب النظرية ويجب عليه أن يكون ملتزماً فكرياً وسلوكياً بنظريته. فقيامي بهذا السلوك وعدم تغييري لحذائي هو جزء من النظرية. لذلك لا أغير حذائي. ارتفعت الأصابع والأيدي بكثرة في القاعة ترغب في إعطائها فرصة الدخول في الحوار فسال طالب آخر: ما هي العلاقة بين الإنسان وحذائه؟ فبادرت قائلاً بتودد هادف: أعزائي الطلبة، اعلموا أن الحذاء يعبّر عن شخصية صاحبه وطبيعتها، فالعسكر مثلاً تكون أحذيتهم (الوظيفية أو الحياتية) تبنى عن القسوة تقاص في بحور المجتمعات متقصياً ما فيها من خبايا وألغاز سياسية اقتصادية اجتماعية وبعد ذلك يحورها بما يراه مناسباً لمزجه للقارئ بأسلوب خصص سافر منتقد خارج حيناً وبتعاطف حيناً آخر مع الرموز التي اختارها مملاً لنقده المرهف والمبطن بالمرامي الهادفة والناقدة واللاذعة، فلنأخذ مثلاً قصة المعنوية بحذائي المحترم، فنجده فيها ينتقد المجتمع الحديث المترف الذي ينظر إلى لمعية الأشياء وبريقها وينسى جوهرها وما فيها من بواطن ذات أهمية كبيرة