يتلخص تصور ياسبرز لمعنى " التفلسف " والغاية منه فيما يلي :أن نرى الواقع الحقيقي في منبعه الأصلي .أن ندرك هذا الواقع في مواقفنا الفكرية من أنفسنا وفي أفعالنا الباطنة .أن ننفتح على " الشامل " بكل مداه ( والشامل هو المصطلح الذي يؤثره فيلسوف للدلاة على الأبدي والكلي والحق والعلو – أو العالي – الذي لايمكن تحديده ولا الاحاطة به لأنه ل...
قراءة الكل
يتلخص تصور ياسبرز لمعنى " التفلسف " والغاية منه فيما يلي :أن نرى الواقع الحقيقي في منبعه الأصلي .أن ندرك هذا الواقع في مواقفنا الفكرية من أنفسنا وفي أفعالنا الباطنة .أن ننفتح على " الشامل " بكل مداه ( والشامل هو المصطلح الذي يؤثره فيلسوف للدلاة على الأبدي والكلي والحق والعلو – أو العالي – الذي لايمكن تحديده ولا الاحاطة به لأنه ليس موضوعا ولا موضوعيا ) . . .أن نبادر الى " التواصل " الحق من انسان الى انسان بنوع من الحوار الحميم أو التصارع الفكري ( الذي لا ينقلب الى الادانة والتصادم ، بل يقوم على التنافس المفعم بالحب ) .أن ندعم يقظة العقل في صبر واصرار ، ازاء الغرابة البالغة وفي مواجهة العجز والاخفاق ( فالفلسفة لا تعطى ، وكل ما تستطيعه هو أن توقظ ، وتذكر . وتساعد على الضمان والابقاء ( 1 ) . أما ما نستطيعه نحن ويتوجب علينا النهوض به فهو التعلم من "الموقظين الكبار" في كل العصور والحضارات . وان كان ياسبرز نفسه قد حدده في أربعة ، لم يسفعه الوقت لتناولها في كتابه السابق الذكر عن الفلاسفة العظام وهم : باسكال وليسينج وكيركجور ونيتشه . . )أن تكون الفلسفة هي " بؤرة التركيز " التي تجعل الانسان يصبح هو نفسه بمشاركته في الواقع مشاركة حرة .