كان الرجل في تلك المرحلة من العمر سليم العقل، بعد أن خرج من عبث الشباب قويا وحادا، كنصل سكين صلب، ظل دائما أكثر لمعانا وحدة جرّاء الاستعمال المستمر، وظل ذقن لم يحلق منذ يومين يبرز وجنتيه العريضتين.. الخط النحيل للأنف المدبب.. الشفتين.. نظرة العينين. حدقتا عينيه الصغيرتان تشعان من جانبي العين، والشفتان منفرجتان بالكاد على ابتسامة...
قراءة الكل
كان الرجل في تلك المرحلة من العمر سليم العقل، بعد أن خرج من عبث الشباب قويا وحادا، كنصل سكين صلب، ظل دائما أكثر لمعانا وحدة جرّاء الاستعمال المستمر، وظل ذقن لم يحلق منذ يومين يبرز وجنتيه العريضتين.. الخط النحيل للأنف المدبب.. الشفتين.. نظرة العينين. حدقتا عينيه الصغيرتان تشعان من جانبي العين، والشفتان منفرجتان بالكاد على ابتسامة. كان كل تعبير الوجه محددًا، له تموج ثابت رقيق متحرك، ظل من السخرية، طبقة راقية من حياء لاذع ساخر يغطي به الأذكياء إحساسهم بالشفقة..كان صاحب اللوحة يحدق بعينيه الصغيرتين الحادتين، إلى أعين الجميع في أي موضع يظهرون فيه، وكان يبتسم لكل منهم بسخرية، ويشعِر كل منهم بالحرج.