الحواس لدى الإنسان هي خمسة: اللمس، الذوق، الشم، السمع والنظر، وهناك أيضاً حاسة سادسة تضاف إلى تلك الحواس الخمس وهي هامة في حياة الإنسان، فالحدس حاسة توجد من حيث المبدأ لدى كل فرد، ولكن معظم الناس يعمهون عنها لذا فإن المؤلف ومن خلال كتابه هذا يحاول فتح عين القارئ على هذه الحاسة ليستطيع صياغة حياته من جديد، بصورة أكثر نجاحاً وانسج...
قراءة الكل
الحواس لدى الإنسان هي خمسة: اللمس، الذوق، الشم، السمع والنظر، وهناك أيضاً حاسة سادسة تضاف إلى تلك الحواس الخمس وهي هامة في حياة الإنسان، فالحدس حاسة توجد من حيث المبدأ لدى كل فرد، ولكن معظم الناس يعمهون عنها لذا فإن المؤلف ومن خلال كتابه هذا يحاول فتح عين القارئ على هذه الحاسة ليستطيع صياغة حياته من جديد، بصورة أكثر نجاحاً وانسجاماً وسعادة ووداً، لأن الحاسة السادسة وقوانين النجاح الروحية تتيح للإنسان نوعاً جديداً كل الجدة، للنجاح في الحياة وذلك من منطلق الانسجام الشخصي، فالحدس يفتح أعيننا على المستوى الروحي، أي "الرباني": فالنباتات لديها أحاسيس ولديها مثلاً رد فعل على الضوء والموسيقى، وللحيوانات طيف واسع من الأحاسيس، فهي تعرف الخوف والعدوان.والبشر قادرون على التفكير وإيجاد وعي ذاتي. والحدث يسمو على الأحاسيس والشعور والتفكير، فهو البعد الروحاني والرباني للحياة، وهو يدمج ويحقق الانسجام بين أساليب المعايشة الثلاثة الأخرى. لذا وقبل كل شيء يجب عدم الخلط بين الحدس والشعور، وهذا ما ينطبق بالضبط على الحوار المشترك، فليس كل شعور في داخلنا هو حدس.وهناك شبه قاعدة تقول: كلما استقبلنا الحدس بلا شعور، زادت إمكانية كونه حدساً حقيقياً. فالحدس هو أقرب إلى كونه يقيناً داخلياً من كونه شعوراً. والحدس يفعل في حالات درامية فعل "الملاك الحارس" أو "الناصح الجيد". وعلاوة على ذلك يجب أن لا يقتصر الحدس على كونه دافعاً سلوكياً، بل يمكن أن يصل إلى استمرارية معينة، وبالتالي يصبح حالة مستمرة لفترة معينة.والحدس إلى هذا يشمل القدرة الخلاقة حيث مكمن الجوهر الحقيقي للإنسان. وحيث نجد مدخلاً إلى حدسنا ونوقظه ونجعل منه جزءاً هاماً من حياتنا، نجد الطريق إلى ذاتنا، فلا تبقى لنا حاجة للاتحاد مع الأدوار الاجتماعية المختلفة التي نلعبها أو يجب علينا أن نلعبها، بل نكون قد فتحنا الباب لتحقيق ذواتنا. إننا بانفتاحنا على الحدس، تتدفق علينا المعلومات التي لا يمكننا بعد أن نفسرها بعقلنا. فقوانين النجاح الروحية هي عبارة عن رسم بياني تفسيري للخواطر الحدسية (الإلهام)، ورسم توضيحي لتحويل الدوافع الحدسية إلى سلوك فعال.والمؤلف من خلال كتابه هذا يحاول أن ينقل وعياً من جهة، ومن جهة أخرى يحاول أن يضع مقدمات لإيقاظ الحدس وتقويته، فكل إنسان يسهم بحياته الشخصية، من خلال التحول الشخصي في تحويل الإنسانية الكبير. إذ أنه لا يمكن أن يكون هناك من شك في أن إيقاظ الحدس، والحياة حسب قوانين النجاح الروحية، هما مكون هام من مكونات التحول الكبير في تاريخ الإنسانية.