الحرب العالمية الثالثة الخوف الكبير

إن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة في الوقت الحاضر يبدو ضعيفاً، ولكن هذا الاحتمال يبقى ممكناً يستدعي وضعه في الحسبان، ويستحق الدراسة عن قرب، وذلك لأن الواقع المأساوي الذي يسيطر على دراسة الحرب كظاهرة اجتماعية، هو أن بني البشر قد بلغوا في الوقت الراهن درجة من التقدم التكتيكي (التقني) جعلتهم، لأول مرة في تاريخ الإنسانية، قادرين على هدم أنفسهم بأنفسهم.وفي هذا الكتاب يمضي المؤلف في محاولته للوقوف على احتمالات قيام هذه الحرب وعلى ما يمكن أن تسببه حرب عالمية ثالثة، تأخذ شكل الصراع النووي، مستجدياً من ثم السبل الكفيلة بأبعاد شبح تلك الحرب المدمرة التي ستأكل الأخضر واليابس في جميع أنحاء العالم وكان قبلاً قد أعطى لمحة موجزة عن الحروب التي دارت رحاها في الماضي: الحرب الفرنسية الألمانية، حرب 1914-1918، حرب 1939-1945 منتقلاً بعد ذلك عن نظرية السلام المستحيل وعن النزعة السلمية الدينية والنزعة السلمية الفردية، وعن الشروط الوهمية للسلام منتقلاً من ثم للحديث عن الجذور البيولوجية للحرب، ومن العدوانية والحرب، وعن العدوانية الجماعية والحرب.وقد أنهى المؤلف بحثه هذا باستنتاج لعله يسهم في تصور يساعد على نزع فتيل هذه الحرب الغير معلنة حيث تقول: "إننا نعتقد بأن الأمل الوحيد في القدرة على السيطرة على الظاهرة الاجتماعية-الحرب، يكمن في مهم هذه الظاهرة لنتمكن بعد ذلك ن منع حدوثها. وحتى نفهمها يجب أن ندرسها، ولكي ندرسها يجب أن نناشد وندعو جميع الباحثين في العالم كله، ليقوموا بهذه الدراسة، وإذا كانت بحوث علم اجتماع الحرب لا يؤمل منها أن تحقق مرابح كبيرة لهؤلاء الذين يمولونها، كما هي الحال في مسحوق للغسيل أو سائل معطر منشط للشعر، أو مادة متفجرة قاتلة، فإنها قد تؤدي إلى توفير الحياة لملايين الناس الذين سيؤدي الحرب العالمية الثالثة بحياتهم".