نبذة النيل والفرات:إذا ما تأملنا جلياً بتاريخ أي شعب من شعوب الأرض، وخصوصاً الأقليات الإثنية التي تعيش في كنف الأنظمة الشمولية، نجد أن البحث عن الهوية الثقافية هو هاجسها الأكبر، وتجربة الشعب الكوردي في البحث عن هويته، وسعيه لوضع إيديولوجيته الشعبية التي تمنحه القوة المعنوية والزخم الروحي المنشود كحركته لا تزال أمنية، فهذا الشعب ...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إذا ما تأملنا جلياً بتاريخ أي شعب من شعوب الأرض، وخصوصاً الأقليات الإثنية التي تعيش في كنف الأنظمة الشمولية، نجد أن البحث عن الهوية الثقافية هو هاجسها الأكبر، وتجربة الشعب الكوردي في البحث عن هويته، وسعيه لوضع إيديولوجيته الشعبية التي تمنحه القوة المعنوية والزخم الروحي المنشود كحركته لا تزال أمنية، فهذا الشعب وخصوصاً الكوردستاني له ثقافة مشتركة ذات جذور راسخة مع بقية الشعوب المتجاورة معه، ولكن حركته لم تتقدم. ولم يستطع إلى الآن استرجاع هويته الثقافية، من هنا أراد الكاتب "فلك الدين كاكه لي"، أن يضيء على هذه القضية الهامة في كتابه "القذافي والقضية الكوردية"، ليشرح لنا بإسهاب موقف قائدٍ مسؤول أحس بقضية هذا الشعب حرصاً منه على الأخوة العربية – الكوردية وهذا ما استنتجه الكاتب عند لقاءه الرئيس القذافي وتحدثه معه لتبيان موقفه من القضية الكوردية: "القذافي لا يؤيد القضية الكوردية، وضرورة حلها، عداءً منه لأي دولة يوجد فيها أكراد. أي: أنه لا يطرحها من خلال خلافه السياسي مع هذه الدولة أو تلك. والقذافي يؤيد القضية حتى ولو كان صديقاً لدولة فيها أكراد... فهو، إذن، يؤيد القضية لأنها موجودة، وينشد حلولاً عادلة لها".يتألف الكتاب من ثلاثة أقسام: أولاً: في القسم الأول يتناول الباحث نظرية معمر القذافي، النظرية العالمية الثالثة لأنها، هي المنطلق لموقف القذافي الثابت من القضية الكوردية منذ عام 1979م فضلاً عن تأثره بالاتجاه السياسي لجمال عبد الناصر، الذي كان منذ بداية خمسينيات القرن العشرين، يؤيد عدالة القضية الكُردية ويتضامن مع الشعب الكوردي. ثانياً: في القسم الثاني يسلط الضوء على العلاقات العربية – الكردية – ومسار الحركة الكوردية، حيث يرتبط العرب مع الأكراد منذ قرون في تاريخ مشترك ودين مشترك، فيمر الكاتب على مسارات الحركة الكوردية في نضالها وسعيها للتحرر ويشير إلى موقف القذافي "لا أملك إلا الانحياز إلى جانب الأمة الكوردية واستقلالها ووحدة أراضيها.. وهذا الكلام عندما يرسل إلى المكافحين الأكراد..."، "سيجعلهم حتماً ينحازون إلى جانب الأمة العربية وقضيتها ويصبح الكفاح مشتركاً". ثالثاً: في القسم الثالث يشرح الكاتب جوانب مختلفة من الثقافة والحضارة الكوردية، ليضع القارئ أمام معلومات ووقائع، حول الكورد وقضيتهم، تأريخهم وثقافتهم، بهدف توسيع دائرة الفهم والتفاهم العربي لمحنة الكُرد وعدالة مسألتهم.كتاب هام، يهدف إلى إعطاء فرصة للحوار وللحلول السلمية للمشكلات في مناطق التوتر والنزاع ومنها النزاعات المزمنة في المسألة الكوردية في أربعة بلدان مهمة في الشرق الأوسط الإسلامي، وخصوصاً بعد تنامي حركات التحرر في العالم، وارتباط هذه المسألة مع تطور الديموقراطية والحرية في كثير من البلدان.