إن دراسة لوتسكي حول "الحرب الوطنية التحررية في سوريا 1925-1927" تعبير عن حب رائع يكنه الباحث السوفياتي لنضال الشعب السوري ضد الإمبريالية الفرنسية ففيها متابعة دقيقة إلى أقصى درجات الدقة والشمولية، ليوميات الثورة والثوارـ ومناقشة عدد كبير من الآراء والبيانات والأخبار التي نشرها الباحثون والصحفيون الأجانب ودوائر الاستخبارات الاستع...
قراءة الكل
إن دراسة لوتسكي حول "الحرب الوطنية التحررية في سوريا 1925-1927" تعبير عن حب رائع يكنه الباحث السوفياتي لنضال الشعب السوري ضد الإمبريالية الفرنسية ففيها متابعة دقيقة إلى أقصى درجات الدقة والشمولية، ليوميات الثورة والثوارـ ومناقشة عدد كبير من الآراء والبيانات والأخبار التي نشرها الباحثون والصحفيون الأجانب ودوائر الاستخبارات الاستعمارية خاصة الفرنسية منها.ونحج الباحث في وضع الثورة السورية في إطار سيرورة النضال التاريخي للفلاحين والعمال السوريين منذ القرن التاسع عشر مما سهل فهم الكثير من سماتها وتطور نضالها. أضف إلى ذلك أن الدراسة شكلت سجلاً حافلاً للبيانات ذات الطابع الوطني القومي والاجتماعي الطبقي منها شعار "الدين لله والوطن للجميع" الذي صدر به الثوار بياناتهم خاصة تلك الموجهة منها إلى جماهير المناطق اللبنانية. وشعار "مصادرة أراضي الملاكين الخونة الذين تعاونوا مع الانتداب الفرنسي وإحراق منازلهم".وإبراز الموقع الطبقي للقيادات الثورية في مناطق دمشق والغوطة حيث التجمعات العمالية الكبيرة، ويقظة القيادة الثورية لدسائس الفرنسيين وفضح ومحاولة استخدامهم للصراع الطائفي بين المسلمين والمسيحيين وإبراز الالتفاف الجماهيري الواسع حول الثورة ومد الثوار بكل وسائل الصمود والاستمرارية ووقوف عدد هام من المثقفين الوطنيين في سوريا ولبنان وفي العالم العربي إلى جانب الثورة، والتزام كبار الملاكين وشرائح واسعة من البرجوازية السورية بالمتغيرات الجذرية التي أحدثتها الثورة في بنية المجتمع السوري وغيرها. وأخيراً قدم لوتسكي بأنه بالغ في حبه للثورة الوطنية التحريرية في سوريا وفي إبراز دور العمال والفلاحين في قيادتها، وفي دعم القوى الثورية العالمية لها.