الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته، ومن سار على هديه إلى يوم الدين وبعد. إن أي بناء لمستقبل الأمة وتطور برامجها التنموية يعتمد بالأساس على إعداد الكوادر البشرية القادرة على الإبداع ومواجهة التحديات، وقد ارتضت المجتمعات البشرية أن تكون المؤسسة الت...
قراءة الكل
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته، ومن سار على هديه إلى يوم الدين وبعد. إن أي بناء لمستقبل الأمة وتطور برامجها التنموية يعتمد بالأساس على إعداد الكوادر البشرية القادرة على الإبداع ومواجهة التحديات، وقد ارتضت المجتمعات البشرية أن تكون المؤسسة التعليمية مجسدة بالمدرسة هي المكان الذي تصاغ من خلاله المفاهيم والمعتقدات الاجتماعية وتلقي العلوم المختلفة التي تؤهل الفرد أن يكون منتجاً ومستجيباً لخطط المجتمع في التطور والنمو. ويشكل التعاون بين الأسرة المتمثلة بالأبوين وباقي أفرادها من جهة والمدرسة كمؤسسة تعليمية من جهة أخرى حجري الرحى للعملية التعليمية التربوية وخصوصاً اكتساب المهارات الاجتماعية والقيم والمبادئ التي يرغب المجتمع أن يتحلى بها الطالب المنتظم في المدرسة. وقد كان للأشكال التنظيمية التي تمخض عنها التعاون بين المدرسة والأسرة من إيجاد مجالس الآباء والمعلمين، هذه المجالس التي يتعدى دورها متابعة الأهالي لمستويات تحصيل أبنائهم أو الوقوف على مشكلاتهم إلى المساهمة في رفع كفاءة المدرسة وحل مشكلات الطلبة بشكل عام. وتعد مجالس الآباء والمعلمين الإطار الأمثل لبلوغ الغايات المرجوة والتي يمكن تلخيصها بما يلي: 1- متابعة مستوى الطلبة التعليمي والانفعالي. 2- مساهمة المدرسة في رفع جاهزية الأهالي التربوية. 3- مساهمة المؤسسة التعليمية في رفع مستوى الأهالي بالقضايا العامة مثل حماية البيئة ومعالجة المشكلات الاجتماعية مثل العنف المجتمعي. إننا في هذا الكتاب حاولنا أن نضيء على أهمية تطوير مجالس الآباء والمعلمين وتفعيلها لتصبح الإطار المناسب لمناقشة كافة القضايا التي تهم العملية التعليمية والتعلمية، وقد حاولنا من خلاله الاستفادة من الدراسة الميدانية التي كنت قد أجريتها في عام 2002 لتكون حالة دراسية، وكلي أمل أن تتاح لي ولزملائي المزيد من الكتابة أو البحث في هذا لمجال لأهميته القصوى في اكتمال العملية التعليمة والتنعلمية. لقد قسمت الكتاب إلى بابين تناول الأول من خلال خمسة فصول والتي تشتمل على التطور التاريخي للتربية والمسائل المتعلقة بمجالس الآباء والمعلمين، أما الباب الثاني فقد خصص للدراسة الميدانية. إن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى، وقد بذلت الجهد حتى يكون هذا الكتاب إسهاما في النقاشات التي تدور حول أهمية مجالس الآباء والعلمين وتطويرها نحو القيام بالواجبات المرجوة.