مع حلول خمسينات القرن الماضي اضطرت البشرية لأن تخضع تدريجياً و بنسب متفاوتة لهيمنة جبارة بحجم صندوق, يرى فيها نبي العصر الإلكتروني مارشال ماكلوهان أكبر خطر يحيق بوجود الإنسان المرئي الذي يتلاشى إلى شعاع متجمد ليس بوسعه الانكسار لدى ملامسته سطح الأشياء, فهو يخرق طبيعته هنا, كون هذه الآلة في خانة وسائل الاتصال الباردة. هذا الصندوق...
قراءة الكل
مع حلول خمسينات القرن الماضي اضطرت البشرية لأن تخضع تدريجياً و بنسب متفاوتة لهيمنة جبارة بحجم صندوق, يرى فيها نبي العصر الإلكتروني مارشال ماكلوهان أكبر خطر يحيق بوجود الإنسان المرئي الذي يتلاشى إلى شعاع متجمد ليس بوسعه الانكسار لدى ملامسته سطح الأشياء, فهو يخرق طبيعته هنا, كون هذه الآلة في خانة وسائل الاتصال الباردة. هذا الصندوق الإلكتروني الذي لا يمس واقعاً في أي مكان أصبح تلقائياً شبكة اجتماعية عالمية متداخلة, كأنها موسوعة معرفية واسعة لا حدود لها, فهي سطح أملس يتيح في نفس الوقت عمليات التواصل و التلاشي و الانكماش و التضخم في الذائقة لمشاهد لم يعد يرى شيئاً في الواقع. إن فيلم جنجر و فريد يشير إلى مكامن هذه السطوح الملساء عبر استعراض موسيقي لا يتجاوز حدود الواقعية و لكنه خارج حدود التمثيل, فهنا ندرك العالم برمته من خلال برنامج استعراضي مطول بلا إشكاليات. برنامج مليء بالمسابقات و النوادر و الرقص و اللقاءات و الإعلانات التلفزيونية التي تفعل فعلها في علاقاتنا الاجتماعية لأنها قصص يقال فيها عن كل منتج تجاري إن له حقيقته الخاصة...!!
