منذ الطبعتين الفرنسيتين الأوليين لمقالات فالتر بنيامين في مجلّد واحد(1959) ، ثم في مجلّدين (1971)، تغيّرت كثيراً صورته والمعرفة به لدى الجمهور الفرنسي· فقد تحوّل إلى مرجع ، بعد أن كان كاتبا ً سرياً ومُنظّراً تخريبياً لا يقبل التصنيف· وبعد فترة من الإكتشاف المضطرد لعمله، الذي نشرته كوكبة من الناشرين الباريسيين، تلت سنواتٌ لم يكفّ...
قراءة الكل
منذ الطبعتين الفرنسيتين الأوليين لمقالات فالتر بنيامين في مجلّد واحد(1959) ، ثم في مجلّدين (1971)، تغيّرت كثيراً صورته والمعرفة به لدى الجمهور الفرنسي· فقد تحوّل إلى مرجع ، بعد أن كان كاتبا ً سرياً ومُنظّراً تخريبياً لا يقبل التصنيف· وبعد فترة من الإكتشاف المضطرد لعمله، الذي نشرته كوكبة من الناشرين الباريسيين، تلت سنواتٌ لم يكفّ خلالها عن إلهام مؤلفين من كل الآفاق، نقاد فن ، أو فلاسفة، أو نقاد أدبيين· تتابعت حلقات نقاش هامة، ونُشرت وثائق ُ ضخمة، وكُرّست له أطروحات جامعية· تبارت المجلات الأدبية والفنية في نشرمقال ، أو شذرة ٍغير منشورة له، أو صفحة من الملاحظات، أو مقتطف من مراسلاته· ولما كانت نصوص بنيامين ثرية بالصيغ المدهشة، وتقبل الاستشهاد بها على نحو رائع، فإنها أفادت وما زالت تفيد في الدفاع عن العديد من القضايا الفلسفية، والدينية، والسياسية، والجمالية، والفنية، والأدبية· بعد أن كان قليل النشر خلال حياته ومجهولاّ من الجمهور العريض ، أصبح منذ الستينات مُعترفا ً به بوصفه حافزا ً لأشد الأبحاث تنوعا ً، وتم اعتباره رمزاً لكل أنواع المقاومة·