سبع سنوات أمضيتها مع جبران خليل جبران؛ بحثًا في كتاباته، وترجمة لحياته. ظهرت الترجمة إلى النور في عام 2005، وظل هذا الكتاب حبيس الأدراج منذ أن تقدمت به في صيغته الأولى - وفي العام نفسه - لنيل درجة الدكتوراه.ظللت طيلة مايزيد عن تسع سنوات أنقحه، وما إن يصبح قيد النشر أعيده مرة أخرى إلى الأدراج! لكنني كلما سرت في هذا الكتاب خطوة تر...
قراءة الكل
سبع سنوات أمضيتها مع جبران خليل جبران؛ بحثًا في كتاباته، وترجمة لحياته. ظهرت الترجمة إلى النور في عام 2005، وظل هذا الكتاب حبيس الأدراج منذ أن تقدمت به في صيغته الأولى - وفي العام نفسه - لنيل درجة الدكتوراه.ظللت طيلة مايزيد عن تسع سنوات أنقحه، وما إن يصبح قيد النشر أعيده مرة أخرى إلى الأدراج! لكنني كلما سرت في هذا الكتاب خطوة تراجعت خطوات وخطوات، كأنني أستمتع بالإرجاء نفسه، ولـمَ لا؟! ألم يكن الإرجاء هو صميم "تجربة القراءة" ومغامرتها في هذا الكتاب؟ ألم تكن المراودة والمراوغة وطرق "إيثاكا" هي طريقي الوحيد وأنا أدور بالنصوص وتدور بي؟!أحيانًا، حتى وأنا أكتب هذه التوطئة، أدرك أن على أن أبقي مكان الكتاب خاويًا في الدرج، بل أسميه: الصمت.حتى أمسَ الصمت بعد أن تبرحه الأوراق!بعد أن أقتلع منه الأوراق!أحيانًا، أشعر أنني "أقتل الشبح" إذ أحرقه في النور!بتعمدٍ، أقرب إلى "الجريمة".بخيانة أخرى، كخيانة ترجمة حياته!لن يعود مرة أخرى.أو سيتكاثر في آلاف الأشباح "الحية الجميلة" كما كان يسميها جبران.لن يكون "هو هو" ثانية، سيفقد ملامحه التي أعرفها جيدًا، قناعه الذي طالما أومأ لي من ورائه كي أتبعه. سيرحل إلى الأبد ولن يعود ثانية... هو، وكل الطرق التي تسكعت فيها إليه! سينكشف "السر" الذي ائتمنني عليه، وها أنذا "أثرثر" بنشره. وستتحقق نبوءة جبران: "جئت لأقول كلمة، وسأقولها. وإذا أرجعني الموت قبل أن ألفظها يقولها الغد. فالغد لا يترك سرًا مكنونًا في كتاب اللانهاية".