لهذا الكتاب ميزتان اساسيتان ، ناهيك عن المزايا الاخري المتولدة عنها اولي هاتين الميزتين : انه ينهي " حرجا معرفيا كامنا" بداخلنا ربما - حتي - لم ننبته اليه وسط " القطيعة المعرفية " التي صارت وكأنها سمة طبيعية من سمات الواقع العربي ! فالكثيرون منا ، لايحفظون في ذكراتهم عن الابداع السوداني الا باثنين : محمد الفيتوري شاعر ، والطيب ص...
قراءة الكل
لهذا الكتاب ميزتان اساسيتان ، ناهيك عن المزايا الاخري المتولدة عنها اولي هاتين الميزتين : انه ينهي " حرجا معرفيا كامنا" بداخلنا ربما - حتي - لم ننبته اليه وسط " القطيعة المعرفية " التي صارت وكأنها سمة طبيعية من سمات الواقع العربي ! فالكثيرون منا ، لايحفظون في ذكراتهم عن الابداع السوداني الا باثنين : محمد الفيتوري شاعر ، والطيب صالح روائيا وقاصا . لهذا تأتي اهمية هذا الكتاب : الذي يضم حشدا هائلا من كتاب القصة القصيرة في السودان ، يمثلون اجيالا متعافبة زمنيا واجيالا مختلفة علي مستوي التقنية الفنية ، الامر الذي يضعنا امام مشهد بانورامي لفن القصة القصيرة السودانية بكل الوان طيفها الجمالي والدلالي ذلك الكيف الذي استمد الوانه المتعددة من التعدد الذي يتسم به الواقع الجغرافي للارض والمجتمع في تلك البقعة العزيزة من وادي النيل ، مما يجعل من هذه الابداعات مراة صادقة لانعكاسات ذلك الواقع الغني بدلالاته في مراحل متعاقبة من حيواته حيث الحياة في خشونتها وقلة مواردها وتفشي امراضها وغطرسة مستعمرها . اما الميزة الثانية فتتجلي في : تقديم رؤية فنية تساعد الباحث والقارئ علي رصد التطور الحقيقي لفن القصة القصيرة السودانية من خلال الاقسام الاربعة التي يضعها الكتاب امامنا ، متضمنة للمراحل الابداعية لهذا الفن عبر رموزه ، ابتداء : بالبدايات ، فالنضج اختيار جيد ، وكتاب انتظرناه .