درس علماء العرب وفلاسفتهم علم اليونان، فاستساغوه وأقبلوا عليه يتفحصون نصوصه، ويحللون حقائقه، فأخذوا ما كان صحيحاً، ونبذوا ما كان خاطئاً، ثم زادوا عليه زيادة قيمة لا تقل أهمية عن تراث اليونان العلمي، ثم قدموه إلى أوروبا حيث بقي علماؤها ينهلون منه عدة قرون.وإنه من المؤسف أن كثيرين من علماء الغرب البارزين وعلى الخصوص، المؤرخين منهم...
قراءة الكل
درس علماء العرب وفلاسفتهم علم اليونان، فاستساغوه وأقبلوا عليه يتفحصون نصوصه، ويحللون حقائقه، فأخذوا ما كان صحيحاً، ونبذوا ما كان خاطئاً، ثم زادوا عليه زيادة قيمة لا تقل أهمية عن تراث اليونان العلمي، ثم قدموه إلى أوروبا حيث بقي علماؤها ينهلون منه عدة قرون.وإنه من المؤسف أن كثيرين من علماء الغرب البارزين وعلى الخصوص، المؤرخين منهم في العلم والفلسفة، قد غمطوا تراث العرب، وبعضهم نسبه إليهم، كما أن العديد منهم غطت العنصرية ضمائرهم فلم يعطوا العرب حقهم، ولا العلم العربي نصيبه في سجلات التاريخ الغربي.لذا جاء هذا الكتاب الذي يُري القارئ مجملاً لتاريخ الفكر وتطوره في الشرق العربي، ومختصراً لتقدم العلم والنشاط الفكري، كما أنه يُري ابتكارات العرب والمسلمين في شتى فروع العلم والفلسفة وكيف أن هذا النشاط العلمي قد حوله فيما بعد إلى الغرب ليكوّن بذور الحضارة الأوروبية ونهضتها العلمية.وقد رمى الباحث في تأليف كتابه إلى قصدين. الأول: الإشارة إلى مجهود علماء العرب العلمي الذي كانت نتيجته ابتكاراتهم الفكرية ونتاج عقولهم الشخصي، وما لهذه الابتكارات من نتائج قيمة ساهمت في تقدم العلم عامة والنهضة العلمية في أوروبا. الثاني: إعلام كافة العرب والمسلمين الذين يجهلون عبقرية علمائهم وتراث أجدادهم، كما وإعلام علماء الغرب اللذين تجاهلوا تراث العرب العلمي؛ فيما له من فضل في تقدم العلم عندهم.