يطرح "غازي شعيا" في هذا الكتاب أفكاره في المجتمع والسياسة والتعليم، على مستوى العصر، من منطلق العلم في هذا العصر. إذ لا تمايز طبقياً بين الناس في مهنهم، فالناس سواسية أمام العمل. والطبيب كالفلاح والعامل في التعدين كالمهندس لا فضل للواحد على الآخر إلا بمدى جودويته في العمل. ومن أين لطبيب فاشل أن يمتاز عن معلم ناجح لمجرد تمايز مهن...
قراءة الكل
يطرح "غازي شعيا" في هذا الكتاب أفكاره في المجتمع والسياسة والتعليم، على مستوى العصر، من منطلق العلم في هذا العصر. إذ لا تمايز طبقياً بين الناس في مهنهم، فالناس سواسية أمام العمل. والطبيب كالفلاح والعامل في التعدين كالمهندس لا فضل للواحد على الآخر إلا بمدى جودويته في العمل. ومن أين لطبيب فاشل أن يمتاز عن معلم ناجح لمجرد تمايز مهنة الطب عن التعليم.وفي يقين الأستاذ شعيا أن صلاح مجتمع إنما يكمن في تغيير النظرة إلى الطبقات، وأن للعمل أساساً أخلاقياً يجب الأخذ به قبل النظر إلى طبيعة هذا العمل، وأن الناس سواسية كأسنان المشط أقربهم إلى البر والاحترام، أنفعهم لعيال الله.أما التعليم فهو الآخر فيه التغيير المجتمعي المنتظر. ينحو فيه مؤلف الكتاب ناحية المعاصرة في الأسلوب والفائدة في النتائج ومعايشة القيم كشرط أساس من شروط التطور المنهجي لتحسين نوعية الحياة.ومثلما كان الأستاذ غازي معلماً في التغيير المجتمعي، ثاقب النظرة، آملاً مرتجياً، لا متشائماً، ومحباً في كل شيء. كان في التعليم أيضاً، ذاك المعلم الذي يرقب تتابع الأجيال مع الكثير من التفاؤل المنشود. أما السياسة فلقد أعارها الأستاذ غازي اهتمامه التفاؤلي الحثيث، إنه السياسي الذي يبحث في الأسباب قبل صوغ النتائج، وفي المعطيات قبل جني الأدلة.يقول لنا قبل وعكس كل المفاهيم المتعارف عليها، إن السياسة حكمة لمن اتبعها، وشرف ريادة لمن أراد الخوض فيها، إنها قيادة قبل كل شيء وجمع الناس في ألفة من يريد العلاء والتضحية والجهاد. والسياسة أشرف المسافات إلى درك الحق والتنعم بمقاييسه.