قال المؤلف ::تكمن فكرة هذا الكتاب فى أن الفرق الإسلامية فى العصر الحالي الكل يدعى أنه يسير على الوسطية والكل ينسب الوسطية لنفسه وينكرها على الأخر ،بل وصل الأمر بالهجوم على الآخر ورميه بالكفر وهذه المسالة ليست مستحدثه بل إنها قديمه منذ وفاة الرسول وتولية أبو بكر على المسلمين وظهور الممتنعين عن تأدية الزكاة وهم "المرتدين" الذين حا...
قراءة الكل
قال المؤلف ::تكمن فكرة هذا الكتاب فى أن الفرق الإسلامية فى العصر الحالي الكل يدعى أنه يسير على الوسطية والكل ينسب الوسطية لنفسه وينكرها على الأخر ،بل وصل الأمر بالهجوم على الآخر ورميه بالكفر وهذه المسالة ليست مستحدثه بل إنها قديمه منذ وفاة الرسول وتولية أبو بكر على المسلمين وظهور الممتنعين عن تأدية الزكاة وهم "المرتدين" الذين حاربهم أبو بكر ووصل عدد الحروب معهم إلى خمس عشرة موقعه .ثم ظهور الخوارج والشيعة في عهد الخلفاء الراشدين الذين شايعوا على بن أبى طالب وغلوا فيه حتى جعلوه هو النبي وسبوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين . وفى عهد التابعين ظهرت فرقة المعتزلة على يد واصل بن عطاء الذي كان تلميذ الحسن البصري وحين اعتزله واعتزل مجلسه قال عنه الإمام الحسن البصري اعتزلنا واصل وسموا المعتزلة نسبة إلى ذلك وظهور فتنة خلق القرآن فى عهد الدولة الأموية والتي كانت تتبنى فكرة أن القران مخلوق ليس بكلام الله والتي أخمدت حين ذاك وظهرت مرة أخرى فى عهد الدولة العباسية فى عهد الخليفة المأمون على يد المعتزلى احمد بن أبى دوآد والذي امتحن فيها الإمام احمد ابن حنبل وحبس فيها وجلد على يد الخليفة المعتصم .ثم ظهور الصوفيين في الدولة الفاطمية وخاصة فى المغرب ومصر وهؤلاء غالوا في حب أل البيت حتى وضعوهم فى منزله غير التي وضعهم فيه الله وهى منزلة البشر ، بل ومن حكامهم من أدعى الإلوهية لنفسه مثل ( الحاكم بأمر الله ) ،وكذلك أنكروا على أهل السنة والجماعة حبهم لأل البيت ، وكذلك جعلوا فى الزهد ما ليس منة حتى أن بعضهم ادعى الولاية لله واسقط عن نفسه الصلاة والصوم و الزكاة وغير ذلك من أركان الإسلام . وكذلك الباطنية وهم فرقه من فرق الشيعة الذين سعوا فى الأرض فسادا في عهد الدولة العباسية وبعدها ، وأهدروا دم كل من يخالفهم في فكرهم وقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمه حتى يقال إن أهل الشام فى عهدهم كانوا يتناقصون فى تعداد السكان، واتحدوا مع المغول ضد الإسلام ،واتحدوا مع الصليبين وأطلق عليهم الصليبيون اسم الحشاشين وذلك نسبة إلى فرقة الفيداوية التى كانت تتعاطي الحشيش بشكل كبير وذلك لكي يقتلوا من قال لهم صاحب قلعة الجبل اقتلوه .ثم ظهور طائفة في العصر الحديث يفتون من غير علم ويغرهم ما فيه الغرب ويريدون الاختلاط بالغرب بطريقه تخل بالأصول والثوابت التي وضعها رسول الله ويقولون فى الإسلام ما ليس فيه ، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، تحت مزاعم التجديد المعاصر (مواكبة العصر).وكل هذه الفرق تدعى الوسطية لنفسها وتنفيه عن غيرها وعلى كل حال ، فأن هذه الطوائف لم يكن لها تأثير كبير داخل شرائح المجتمع الإسلامي ،فالحق أبلج والباطل لجلج.وهنا يظهر الحاجة إلى معرفة أي الفرق التي تسير على الوسطية وهى وسطية الإسلام ، وما هي المعايير التي يمكن من خلالها الحكم على الفرق والقول بوسطية فرقه وإفراط أو تفريط أخرى ، فالفكر الصالح هو الذي لا يغلب حق الفرد على حق الجماعة لان الإسلام دينا وسطا – وهو دين الفطرة – ولا يجور لحق الفرد على حق الجماعة ولا يجور لحق الجماعة على حق الفرد لحديث(لا ضرر ولا ضرار) رواه ابن ماجه. فلا يدلل الإسلام الفرد بكثرة الحقوق التي تمنح له ، ولا يرهقه بكثرة الواجبات التي تلقى عليه ، وإنما يكلفه من الواجبات فى حدود سعته ، دون حرج ولا عنت لقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ)وهنا نضع معايير الوسطية التى لابد من السير عليها لمضاهاة الوسطية في الإسلام التي نزل بها والسير عليها و هذه المعايير يمكن من خلالها الحكم على الفرق الإسلامية بحياد وموضوعيه أي منها يسير على الصراط المستقيم والدين القويم والمنهج الحق الذي أنزل من فوق سبع سموات ، على النبي المختار صلى الله عليه وسلم فأي فرقه لم تسير على هذه المعايير سوف نبين بمشيئة الله تعالى إفراطها أو تفريطها ومن يسير على الوسطية نبين ذلك إن شاء الله تعالى.وهذه هي المعايير التي من خلالها يمكن الحكم على الفرق الإسلامية وعلى معتقداتهم ،وقد حرصنا فيها على الدليل من القرآن والسنة النبوية المشرفة حتى تكون ذو مصداقية عند الجميع لان القرآن والسنة هما الأساسان اللذان تسيرا عليهما الفرق الإسلامية و إن حادت عنهما إحداها أصبحت مفرطة في أصول الدين .ويقسم الكتاب إلى فصول أربعه، الفصل الأول يعرض الوسيطة فى الإسلام والمعايير التى يمكن من خلالها الحكم على الفرق بالإفراط أو التفريط أو السير على الوسطية وفى الفصل الثاني نتكلم عن أصحاب الأفكار التنويرية الحديثة ، ثم في الفصل الثالث الذي يسرد بعض أفكار ومعتقدات المتشددين ففي المبحث الأول جماعة التكفير والهجرة و في المبحث الثاني يسرد أفكار ومعتقدات الباطنية ،وفى الفصل الرابع الذي يتكلم عن معتقدات أهل السنة والجماعة ، وهذا كله من واقع كتب كل فرقه أو من الأفكار التي تبنوها خلال الندوات التى حاضروها بداخل مصر وخارجها أو الأفكار والمعتقدات التي جاءت فى كتبهم عبر التاريخ او من خلال كتب التاريخ الموثقة التي لها ثقة عند المؤرخين والباحثين في التاريخ . وهذا دون الانحياز إلى فرقه بعينها أو تغليب فرقه على أخرى، إلا في نهاية كل فصل سوف نرى من خلال أفكار ومعتقدات كل فرقـــه أي هذه الأفكـــــار والمعتقدات التـــــي سارت على الوسطية وأيها بعد عن المعايير التي تم وضعها للحكم على هذه الفرق . هذا وبالله التوفيق .