لماذا هذا الكتاب؟إن معرفة المحكومين لشخصيات زُعمائهم تنير لهم طريق الأمل وتشحد حسهم الوطني وتزيد ثقتهم بالدولة. إن لنا في الجنرال «ديغول» والشعب الفرنسي دليلا أجنبيا ساطعا على هذا التفاهم الايجابي المتبادل. فهل كان للفرنسيين أن يسترجعوا استقلالهم من ألمانيا النازية بالمقاومة لولا أن أنار لهم ديغول طريق الأمل وشحد حسهم الوطني وجد...
قراءة الكل
لماذا هذا الكتاب؟إن معرفة المحكومين لشخصيات زُعمائهم تنير لهم طريق الأمل وتشحد حسهم الوطني وتزيد ثقتهم بالدولة. إن لنا في الجنرال «ديغول» والشعب الفرنسي دليلا أجنبيا ساطعا على هذا التفاهم الايجابي المتبادل. فهل كان للفرنسيين أن يسترجعوا استقلالهم من ألمانيا النازية بالمقاومة لولا أن أنار لهم ديغول طريق الأمل وشحد حسهم الوطني وجدد ثقتهم بالدولة بفضل معرفتهم لشخصيته وإيمانهم بعبقريته السياسية؟ وهل كان للجنرال ديغول أن يحسن قيادة فرنسا بحكمة وتبصر وإصرار في السير والاستمرار (مناضلا عسكريا ثم حاكما سياسيا) لمدة ثلاثين سنة (منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 إلى مغادرته الحكم عام 1969) لولا معرفته الحقيقية للفرنسيين؟ ألم يسبق له أن صرح للفرنسيين بأنه يفهمهم؟ وإن لنا في جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله والشعب المغربي دليلا وطنيا ساطعا على التفاهم الإيجابي المتبادل بين قائد وشعبه. فهل كان للمغاربة أن يسترجعوا صحراءهم المغتصبة من إسبانيا «بالمسيرة الخضراء» لولا أن أنار لهم ملكهم طريق الأمل وشحذ حسهم الوطني وقوى ثقتهم بالدولة بفضل معرفتهم العامة لشخصيته وإيمانهم بعبقريته السياسية؟ وهل كان لجلالة الملك أن يحسن قيادة المغرب بحكمة وتبصر وإصرار في السير والاستمرار (وليا للعهد وحاكما سياسيا) لدة إثنين وأربعين سنة (منذ تأكيد صفته كولي للعهد عام 1957 إلى يوم وفاته ملكا عام 1999) لولا معرفته الحقيقية للمغاربة فضلا عن تربيته وثقافته وتجربته السياسية؟ وعلى غرارنظيره الفرنسي الراحل «ديغول» صرح العاهل المغربي يوما بأنه «يعرف جيدا عقليات المغاربة» وإذا كان جميع المغاربة بدورهم يعرفون من هو جلالة الملك الحسن الثاني ويقدرون بشكل عام ما حققه لهم من منجزات ومفخرات، فإن عليهم أن يستزيدوا في فهمهم لعاهلهم بعد أن التحق بالرفيق الأعلى.ومساهمة منا في التعريف بأهم سمات شخصية العاهل المغربي وبحجمه السياسي قمنا بتأليف هذا الكتاب المتواضع في شكله (رغم الجهود المضنية التي بُذلت في صياغته) والهام في جوهره نظرا لموضوعه ومحتوياته وللظروف الوطنية والسياسية التي بررت صدوره.وبهذه المناسبة أعبر عن شكري العميق لجميع الأشخاص الذين ساهموا في هذا العمل سواء الذين قضوا نحبهم أو الذين مايزالون على قيد الحياة.