الإنسان كما هو معلوم ومعروف ابن عصره الذي لا يخرج عنه قط. لذا فقد حاول الباحث ومن خلال كتابه هذا أن يقدم للفلسفة العربية المعاصرة رؤية فلسفية حول علم الله، علم الوجود، علم الإنسان؛ وذلك من خلال محاججة للتاريخ ولكنها جاءت على غير ما كان الفلاسفة عليه من معطيات علمية، محدودة، مستعيضاً عن تلك المعطيات الفلسفية القديمة، بأخرى حديثة،...
قراءة الكل
الإنسان كما هو معلوم ومعروف ابن عصره الذي لا يخرج عنه قط. لذا فقد حاول الباحث ومن خلال كتابه هذا أن يقدم للفلسفة العربية المعاصرة رؤية فلسفية حول علم الله، علم الوجود، علم الإنسان؛ وذلك من خلال محاججة للتاريخ ولكنها جاءت على غير ما كان الفلاسفة عليه من معطيات علمية، محدودة، مستعيضاً عن تلك المعطيات الفلسفية القديمة، بأخرى حديثة، فكان له وقفة تمحيص خاص مع الفلسفة المعاصرة. فالتيارات الإلحادية عند الفكر المادي ككل لا يمكن للباحث في هذا الإطار من تجاوزها هكذا، خصوصاً منها ما يعيش هنا الآن ومنها على سبيل الحصر الماركسية وبعض من الوجودية وغيرها. إذ إن الباحث قام بنقدها بضراوة وذلك على ما فيها من نواقص ونواقض متعارضة بنفسها عن نفسها. وسيجد القارئ كل ذلك على صفحات هذا الكتاب الذي يقع في أجزاء أربعة. الجزء الأول: شرح للفكرة الصورية التي نقلها الباحث من وضعها في البراهين الرياضية الصرفة ليحولها إلى الاستنباط الفلسفي لمسايرة المطلوب إثباته صورياً بين "العدد" والمراد هدفه من ذلك، دون الغوص بتشعبات المنطق الرياضي، حفاظاً على ليونة الفكرة وحسن استساغتها لدى العامة من القراء. أما الجزء الثاني: فهو بمعنى أدق ملاحظة تطور الفكر الميتافيزيقي ومتابعته منذ نشأته الأسطورية والمادية والمثالية. بينما عني الجزء الثالث بالتركيز على "العدم" حيث أن الله سبحانه وتعالى خلق الوجود من لا شيء عبر قدرته الإلهية المطلقة.ويذكر الباحث بأن هذا التركيز ناتج ليس فقط عن قناعة فكرية محضة، وإنما تؤيده العلوم الحديثة جداً في تعبيرها عن الزوال المطلق وذلك للحرارة الكونية الآخذة بالهبوط التدريجي، وهذا يعني العودة إلى لا شيء، فالمادة إذن فانية والعدم يكون مصدرها عبر الله الخالق. وقد كان تقسيمه للمذاهب الفلسفية في هذا الجزء ليس على حساب الموقع الحضاري في السرد الفكري وإنما الانتماء الفكري للفلاسفة.أما الجزء الأخير، فقد كان عن الوجود بأسره ومقدماته التي يكون بها من مادة وحركة وزمان ومكان، ومن العالم الدنيوي في نشأة الحياة فيه، ويسير الشرح فيه مثلما كان في الجزء السابق غير أن "المبحث الثالث" الذي يتعلق بالإنسان فقد فضل الباحث أن يكون وفق الموقع الحضاري، فمن اليونان إلى العرب ثم أوروبا في العصر الحديث.