في كتابه هذا يحاول "علي عبد الأمير علاوي" البحث عن جذور أزمة الإسلام السياسي اليوم ويطرح إشكالية هامة هي: هل أن عدم توافق الإسلام مع العالم الحديث هو جزء لا يتجزأ من الدين نفسه، أم أن عدم التوافق هذا يرجع إلى عوامل أخرى منها انحطاط قواة الجوهرية والمعرفة له.يجيب هذا الكتاب عن ثلاثة أسئلة جوهرية، أولاً، هل بوسع المرء أن يتحدث عن ...
قراءة الكل
في كتابه هذا يحاول "علي عبد الأمير علاوي" البحث عن جذور أزمة الإسلام السياسي اليوم ويطرح إشكالية هامة هي: هل أن عدم توافق الإسلام مع العالم الحديث هو جزء لا يتجزأ من الدين نفسه، أم أن عدم التوافق هذا يرجع إلى عوامل أخرى منها انحطاط قواة الجوهرية والمعرفة له.يجيب هذا الكتاب عن ثلاثة أسئلة جوهرية، أولاً، هل بوسع المرء أن يتحدث عن حضارة أسلامية منفردة بعد الآن، أم أن الإسلام قد تجزأ بشكل لا رجوع عنه إلى وحدات ثقافية وقومية وعرقية لا ترتبط ببعضها إلا بشكل مهلهل؟ ثانياً، هل أن حضارة إسلامية بعينها هي إمكانية متكررة وقابلة للإعادة، أم أنها انتهت إلى الأبد كما يقول النقاد والمشككون؟ ثالثاً، تحت أية ظروف يستطيع الحضور الحضاري للإسلام أن يعود إلى العالم الحديث؟ وأخيراً هل يمكن لمجتمع معاصر، بكل ما فيه من تعقيدات وتوترات ومؤسسات، أن يبنى على أساس الرؤية للمقدس.يعتبر الكاتب "أن الإسلام قد صاغ حضارة فريدة اخترقت حدود العرق والعشرة واللغة والجغرافية، وأن مجتمعات الإسلام قد انصهرت بروحية ما أعطت لوناً مميزاً لمؤسساتها وسياسيتها وقوانينها وفنونها وعمارتها وآدابها وعلومها وثقافتها(...)".يقسم الكتاب إلى إحدى عشرة فصلاً تتنوع بطروحاتها التي جاءت مزيجاً من التاريخ والفلسفة واللاهوت وعلم الإجتماع والإقتصاد والسياسة يبحث فيها الكاتب عما يسميه العامل الفائق الذي يتجاوز الحدود المادية (أو المقدس، أو الإلهي) تكوين الحضارة الإسلامية، فمن دون هذا العامل لا يمكن إدخال الإسلام بالقوة في ديناميات الحدائة وبالطبع سيؤثر التزام المسلمين بالمثل الأعلى الفائق على سلوكهم على المستويين الفردي والإجتماعي وهم يواجهون تحديات العولمة والحداثة وهذا ما يناقشه الكتاب بإسهاب... جدير بالقراءة.