نحن ومن خلال هذه الدراسة المختصرة حاولنا ابقاء التواصل بين المجتمع العربي واطاره الاسلامي الكبير، وذلك من خلال نقد الثقافة السائدة في هذا المجتمع وفي محيطه الواسع أيضاً، والتي هي في الحقيقة انعكاس للتشوه في قراءة الكثير من المفاهيم والقيم في الثقافة الاسلامية، وقد حاولت في هذا الجانب أن أشخص وأنقد السلوكيات والمعتقدات والمفاهيم ...
قراءة الكل
نحن ومن خلال هذه الدراسة المختصرة حاولنا ابقاء التواصل بين المجتمع العربي واطاره الاسلامي الكبير، وذلك من خلال نقد الثقافة السائدة في هذا المجتمع وفي محيطه الواسع أيضاً، والتي هي في الحقيقة انعكاس للتشوه في قراءة الكثير من المفاهيم والقيم في الثقافة الاسلامية، وقد حاولت في هذا الجانب أن أشخص وأنقد السلوكيات والمعتقدات والمفاهيم والتصورات الخاطئة التي تهيمن على واقع الحياة في المجتمع العربي الاسلامي، وقد أشرت بصورة واضحة الى أن هذه الثقافة المشوهة التي تهيمن على حياة الأمة الاسلامية عموماً باسم الاسلام وتعاليمه، هي في الحقيقة بعيدة كل البعد عن تعاليم الاسلام السمحة، وأن الاسلام هو من ضحايا هذه الثقافة وليس راعياً لها أو مدافعاً عنها، وقد حرصت أن لا أخوض غمار نقد الواقع الثقافي السائد في مجتمعاتنا اليوم دون الاستعانة بجهود واحد من الشخصيات العلمية الاسلامية التي عاشت طوال حياتها مع هذا الموضوع، وذلك تجنباً للوقوع في مشاكل عديدة على هذا الطريق الشائك، أهمها، تعدد آراء العلماء المسلمين في الكثير من مسائل الفقه والعقيدة واختلافهم في تقسير الكثير من النصوص الاسلامية التي تتعلق بمختلف جوانب الحياة، ومنهجي هذا ليس هروباً من مواجهة التعددية الفكرية والمذهبية السائدة في حياة المسلمين، وانما هو اختصار لجهود كثيرة، وتحقيق لمعنى التكامل في جهود العلماء والباحثين، وقد اخترت لذلك فضيلة الأستاذ محمد الغزالي رحمه الله، فهو من الشخصيات العلمية القليلة في هذا العصر التي اتيح لها فرصة الاطلاع الميداني المباشر على الواقع الثقافي السائد ليس فقط في المجتمع العربي وانما أيضاً في الكثير من بقاع المجتمع الاسلامي، وكذلك في العديد من المجتمعات الانسانية الأخرى.