تنبع أهمية البحث من كونه في أصول الفقه الذي هو أحد أهم العلوم التي لا يستغني عنها الباحث في القرآن والسنة، وعلم الدلالات بوجه خاص تمس الحاجة إليه لدى الطلاب في كليات الشريعة، وكليات الحقوق، فإنه يعينهم على فهم النصوص الشرعية والقانونية، وتوظيفها في ما يفيد الباحث المنصف للوصول إلى الحق الواضح الذي لا ليس فيه.ذلك أنه يوضح المنهج ...
قراءة الكل
تنبع أهمية البحث من كونه في أصول الفقه الذي هو أحد أهم العلوم التي لا يستغني عنها الباحث في القرآن والسنة، وعلم الدلالات بوجه خاص تمس الحاجة إليه لدى الطلاب في كليات الشريعة، وكليات الحقوق، فإنه يعينهم على فهم النصوص الشرعية والقانونية، وتوظيفها في ما يفيد الباحث المنصف للوصول إلى الحق الواضح الذي لا ليس فيه.ذلك أنه يوضح المنهج الذي اتبعه علماء الأصول في فهم النصوص، ويبرز جهودهم في البحث والدرس في وقت كثر فيه الأدعياء، وغابت فيه المعايير العلمية التي تضبط الأقوال وترشد الأفعال. في هذا الإطار يأتي البحث الذي بين يدينا والذي سعى للجمع بين دقة الأقدمين في عباراتهم وروعة أسلوبهم، وبين تبسيط المحدثين وسهولة أسلوبهم المتميز بإشراقة بيانه وأمثلته المألوفة.ويمكن حصر أهمية الموضوع في النقاط الآتية: أولاً: إن البحث في علم أصول الفقه يوجب على الباحث الإحاطة بجملة من العلوم أهمها: اللغة العربية (نحوها وصرفها واشتقاقها وبلاغتها) وعلم المنطق، وعلم الحديث، وعلم أصول الدين، فهذه العلوم تعينه على فهم الأدلة، وكيفية استنباط الأحكام من النصوص، وتجنبه من الجمع بين المتعارض، والتأليف بين المفترق، وتعصم تصرفاته من الهوى، فاشتدت الحاجة إليه. ثانياً: إن البحث في الدلالات اللفظية يمكن الباحث من إدراك أهمية اللغة العربية في دراسة القفه المقارن بوجه خاص، وبعض أسباب الخلاف الناشئ عن تفاوت العلماء في الفهم. ثالثاً: إن هذا البحث يسلط الضوء على أسباب الخلاف بين الأئمة، ويكشف عن السبب الحقيقي له، والهدف الذي قصدوا إليه من اختلافهم، وما هي أهم الضوابط التي تعصمه، كما يكشف عن القضايا القابلة للنظر والبحث للإفادة منها في تطور الحياة، والقضايا التي لا مجال فيها للاجتهاد. رابعاً: تبرز هذه الدراسة أهمية نشر العلم عن طريق التعليم والتأليف فيه، وبثه بين الخاصة والعامة، وتحدد العوامل المساعدة على ذلك، وتكشف عن شخصية الأئمة.