نبذة النيل والفرات:اختار الباحث الدكتور في التاريخ الحديث هذا الموضوع لكتابه، للتقدير الذي يكنّه للشعب العُماني الذي يمثّل من وجهة نظره الخاصة "أسطورة التحدي للإنسان العربي الذي تغلّب على صعوبات الجغرافية والتضاريس القاسية، وانطلق بكل جد وهمّة وإرادة بعيدا عن موطنه بحثا عن سبل الحياة الكريمة والرفعة والتواصل التجاري مع العالم.."...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:اختار الباحث الدكتور في التاريخ الحديث هذا الموضوع لكتابه، للتقدير الذي يكنّه للشعب العُماني الذي يمثّل من وجهة نظره الخاصة "أسطورة التحدي للإنسان العربي الذي تغلّب على صعوبات الجغرافية والتضاريس القاسية، وانطلق بكل جد وهمّة وإرادة بعيدا عن موطنه بحثا عن سبل الحياة الكريمة والرفعة والتواصل التجاري مع العالم..". فنتيجة للموقع المميز الذي تتمتع به سلطنة مسقط على بحر العرب، والذي جعل منها محطة التقاء الطرق التجارية والملاحة الدولية، إضافة إلى شهرتها بصناعة السفن الشراعية، استطاعت كسب أهمية بارزة في منطقة الخليج العربي.تتناول هذه الدراسة الحقبة التاريخية للسلطنة، في سنوات حكم السلطان تركي بن سعيد وابنه فيصل، والتي دامت مجتمعة اثنين وأربعين عاما، اتسمت بالخضوع بنسب متفاوتة لمتطلبات الاستعمار البريطاني عبر توقيع اتفاقيات مشتركة بما فيها المعاهدات التي أثّرت في التجارة بشكل عام، وفي تجارة الرقيق والأسلحة بشكل خاص، والتي وضعت مسقط تحت لواء بريطانيا، "شأنها شأن إمارات الخليج الأخرى".لإيضاح "الحقائق التاريخية عن الوضع الملاحي والتجاري في السلطنة من وجهة نظر جديدة تعتمد على تمحيص المعلومات التي أوردتها المصادر العُمانية والعربية والأجنبية"، اعتمدت هذه الدراسة بعد التمهيد الضروري للأوضاع التاريخية في مرحلة ما قبل الدراسة، على تقسيم المضمون إلى خمسة فصول.يتضمن الفصل الأول العوامل التي أثّرت في الملاحة والتجارة في مسقط، كموقعها الجغرافي، ونظامها السياسي والإداري، والفئات الاجتماعية العاملة فيها، كما ظهور السفن البخارية ووسائل الاتصال الحديثة.ويتناول الفصل الثاني استعراضا لأهم المراكز التجارية في السلطنة، ولطرقها البحرية وأنواع السفن العمانية وطريقة صناعتها، وللطرق البرية التي تسلكها القوافل التجارية، كما لأنواع وسائل النقل المستعملة.يبحث الفصل الثالث في العلاقات الخارجية للسلطنة مع توضيح للميزان التجاري لكل دولة من دول العالم على حدة.أما الفصل الرابع، فيحتوي على مواضيع تجارية متعددة تطال هذه الفترة التاريخية، مثل تعداد أهم الصادرات والواردات، وتجارة الرقيق والأسلحة، وغيرها.أما الفصل الخامس فيتناول تأثير الملاحة والتجارة الخارجية على الأوضاع الداخلية للسلطنة. يتضمن الكتاب ملاحق هامة وفهرس بالمصادر والمراجع .تصل الدراسة القيمّة التي يتضمنها هذا الكتاب، إلى استنتاجات هامة على مستوى الأوضاع السياسية والاقتصادية لتلك الحقبة، كما تكشف عن تعايش الشعوب المختلفة القاطنة بسلام في السلطنة من الناحية الاجتماعية، نتيجة لحرية الدين والمعتقد ومزاولة العمل التي كانت تتمتع بها.