يطرح هذا الكتاب مسألة أن العالم قد شهد زيادة في النفوذ الأمريكي على النظام الدولي وعلى شؤون المنطقة العربية منذ مطلع التسعينيات من القرن العشرين، وذلك بسبب التحوّلات التي نتجت من انتهاء الحرب الباردة. غير أنه قد يشهد أيضاً تطوّراً في الدور السياسي لقوى دولية صاعدة مثل الاتحاد الأوروبي واليابان والصين..ويشير إلى أن دول الاتحاد ال...
قراءة الكل
يطرح هذا الكتاب مسألة أن العالم قد شهد زيادة في النفوذ الأمريكي على النظام الدولي وعلى شؤون المنطقة العربية منذ مطلع التسعينيات من القرن العشرين، وذلك بسبب التحوّلات التي نتجت من انتهاء الحرب الباردة. غير أنه قد يشهد أيضاً تطوّراً في الدور السياسي لقوى دولية صاعدة مثل الاتحاد الأوروبي واليابان والصين..ويشير إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تعتبر من أوفر القوى الدولية الصاعدة حظاً في تبوّء المركز الدولي المنافس للولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة تجاه المنطقة العربية التي تشكّل المجال الاستراتيجي لمصالحها الحيوية. وهنا يطرح التساؤل: هل يشهد القرن الحادي والعشرون ولادة امبراطورية أوروبية على أنقاض النظام العالمي المندحر، بعدما شهدت بداية القرن العشرين اختفاء الامبراطوريات في أوروبا كالعثمانية والقيصرية والبروسية وغيرها.. امبراطوريةِ ولاياتٍ أوروبية تتمكّن من خلق فضائها المتوسطي في المنطقة العربية بشكل أكثر استقلالية عن السياسة الأمريكية؟ويركز هذا الكتاب على أن الأوضاع الجديدة التي تتّجه بالاتحاد الأوروبي نحو صعود دوره السياسي والاقتصادي ستنعكس على السياسة الأوروبية تجاه المنطقة العربية، الأمر الذي يؤدي إلى توافر مساحة لا بأس بها أمام بلدان هذه المنطقة لاستغلال التنافس الدولي، والإفادة من التحالفات لخدمة قضاياها.. غير أن هذه الإفادة مرتبطة بمدى التقدم الذي تحققه هذه البلدان في إطار تفعيل العمل العربي المشترك.