من المعلوم أنه لا سبيل إلى معرفة ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالآثار المنقولة عن طريق الرواة وناقلي الأخبار، من هنا تأتي أهمية كتاب منهج أصول النقد عند أهل الحديث الذي بين أيدينا؛ فهو الذي يُعرفنا الآثار الصحيحة من السقيمة من خلال نقد العلماء الجهابذة الذين اختصهم الله بهذه الفضيلة وهيأهم لحفظ سنة نبيه صلى الله عليه و...
قراءة الكل
من المعلوم أنه لا سبيل إلى معرفة ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالآثار المنقولة عن طريق الرواة وناقلي الأخبار، من هنا تأتي أهمية كتاب منهج أصول النقد عند أهل الحديث الذي بين أيدينا؛ فهو الذي يُعرفنا الآثار الصحيحة من السقيمة من خلال نقد العلماء الجهابذة الذين اختصهم الله بهذه الفضيلة وهيأهم لحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.ولهذا كان هذا العلم نصف علم الحديث، وكان الرجل المشتغل بالحديث لا يعد عالماً حتى يكون عارفاً بأحوال الرجال جرحاً وتعديلاً وفي هذا القول الشوكاني "والمراد من التبيين التعرف والتفحص، ومن التثبت الأناة وعدم العجلة، والتبصر في الأمر الواقع، والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر).وهذا الكتاب يبحث فيما بين دفتيه مناهج النقد عند أهل الحديث ويرمي إلى تحديد الأسس العلمية التي وضعها العلماء لأحكام الحديث وتوثيق نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ويبدأ الكتاب بتعريف النقد لغة وإصطلاحاً؛ ثم يبحث في فصله الأول قواعد العلماء في الجرح والتعديل وهي تمثل بحسب الكاتب الركن الأول في قاعدة النقد ويشرح لنا هنا أصول هذا العلم ومنطلقاته الشرعية وبيان أهم القواعد التي بني عليها، أما في الفصل الثاني نعرف فيه عناية المحدثين بالحديث سنداً ومتناً؛ ويخصص الفصل الثالث والأخير للردود والشبهات حول عناية أهل الحديث بنقد السند دون المتن وردهم عليها.