يتناول هذا الكتاب أعقد مرحلة من مراحل الدراسة وهي المرحلة التي حكم فيها العراق من قبل الأمين العام القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق صدام حسين، وتكمن أهمية هذه المرحلة في أنها أطول مراحل الدراسة حيث استمرت منذ السابع عشر من يونيو 1979 ، وهي ما تزال مستمرة حتى الآن، رغم أن البعث العراقي قد سقط مرة أخرى في الثاني من إبر...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتاب أعقد مرحلة من مراحل الدراسة وهي المرحلة التي حكم فيها العراق من قبل الأمين العام القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق صدام حسين، وتكمن أهمية هذه المرحلة في أنها أطول مراحل الدراسة حيث استمرت منذ السابع عشر من يونيو 1979 ، وهي ما تزال مستمرة حتى الآن، رغم أن البعث العراقي قد سقط مرة أخرى في الثاني من إبريل 2003، لكن تداعيات هذا الحكم مازالت موجودة ؛ بمعنى ما مدى تأثير هذه المرحلة فيما بعد سقوط البعث على الوحدة الوطنية؟ وهل يتحمل البعث المسؤولية عما حدث من تداعيات في مرحلة ما بعد سقوطه؟ كما تكمن أهمية هذه المرحلة، أن البعث العراقي قد قام خلالها بثلاث حروب تمثلت بحروب الخليج الأولى1980، والتي امتدت ثمان سنوات، وحرب الخليج الثانية 1991، التي كانت نتيجة احتلال العراق لدولة الكويت، وكان من أهم نتائجها الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق لمدة أثنى عشرة سنة، وحرب الخليج الثالث 2003، التي سقط خلالها البعث العراقي أمام قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي حكم خلالها العراق بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال في بداية الغزو الأمريكي للعراق، ثم حكم بشكل غير مباشر من خلال مجلس الحكم الانتقالي، بإدارة الحاكم المدني الأمريكي للعراق بول بريمر، ثم تشكلت حكومات ما بعد الاحتلال وهي حكومات إياد علاوي، وإبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، لكنها جميعها مرتبطة بالإدارة الأمريكية، وبقوات التحالف التي ما تزال موجودة في العراق، وبناءاً عليه، فدراستنا تكاد تنحصر، في تأثير هذه الحروب على الوحدة الوطنية بشكل عام، وما هي آثارها الإيجابية والسلبية على الوحدة الوطنية؟ وهل استطاع حزب البعث خلال هذه الفترة التعامل مع معطيات هذه الحروب وتداعياتها بشكل عقلاني وواقعي، أم أن سياسته أدت إلى نتائج سلبية على الوحدة الوطنية؟ سيما وأن حزب البعث وإن كان خرج من المعادلة السياسية لحكومات ما بعد الاحتلال إلا أنه ما زال موجوداً في الساحة الشعبية ومازال له مريدوه ومؤيدوه وقيادته، لكن في ظل العمل السري ضد الاحتلال أو القوات متعددة الجنسيات ، وضد الحكومات العراقية التي تشكلت في ظل وجود القوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.