تعتبر الطاقة النووية اليوم بديلاً مهماً عن النفط والغاز بتحولها من حلم لنفر من علماء الطاقة النووية قبيل الحرب العالمية الثانية، إلى واقع خلال السنوات 1940-1945، عندما تم بنجاح اختراع واختبار أول مفاعل نووي، وأول عملية لفصل اليورانيون 235، وكذلك أول سلاح نووي. وقد حدث تطور هائل في التقنية النووية خلال العقود الأربعة الماضية، فتأ...
قراءة الكل
تعتبر الطاقة النووية اليوم بديلاً مهماً عن النفط والغاز بتحولها من حلم لنفر من علماء الطاقة النووية قبيل الحرب العالمية الثانية، إلى واقع خلال السنوات 1940-1945، عندما تم بنجاح اختراع واختبار أول مفاعل نووي، وأول عملية لفصل اليورانيون 235، وكذلك أول سلاح نووي. وقد حدث تطور هائل في التقنية النووية خلال العقود الأربعة الماضية، فتأثير العلوم النووية ظهر في علوم الطب والزراعة والجيولوجيا إضافة إلى العلاقات الوطنية والدولية وكذلك الأمن القومي وغير ذلك.وأصبحت العلوم النووية أساساً في بعض الأبحاث الطبية، كما أن عدداً من الحكومات العربية قامت بتأسيس ودعم بعض البحوث المتواضعة والبرامج التنموية في مجالات محدودة من العلوم النووية والتقنية، وتخصص عدد ملموس من الشباب العربي في الحقل النووي وأجريت مسوحات جيولوجية لزيادة المصادر العربية الانشطارية، ولكن جميع الجهود التي بذلك في الوطن العربي لم تكن كافية لبناء ركائز متينة لتأسيس صناعة طاقة نووية.وفي مجموعة الأوراق هذه، يصف د.عدنان مصطفى ويحلل الجهود المختلفة التي بذلت في الوطن العربي في مجال الطاقة النووية. ود.مصطفى مؤهل جيداً لتولي هذا الجهد، فهو فيزيائي علماً وخبرة، وقد شغل منصب وزير النفط والثروة المعدنية في الجمهورية العربية السورية، وكذلك شغل منصب الأمين العام المساعد لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، ودرايته الشاملة للموضوع تزود القارئ المتخصص والعادي بمعلومات قيمة.يهدف د.مصطفى، بتقديمه لهذه الأوراق، جذب انتباه الرأي العام العربي بطريقة مترابطة ومنطقية لفهم هذا الموضوع المعقد والمهم، حيث أن الطاقة النووية والتقنية النووية تشكلان عاملاً حيوياً للتنمية الاقتصادية والسياسية في الوطن العربي. وتتخلف الأقطار العربية الآن عن الدول الصناعية في مجال الطاقة النووية بحوالي ثلاثين عاماً وبعشر سنين عن عدد من الدول النامية.