في هذا العمل يرصد الأديب عبد الواحد الأنصاري واقعاً تاريخياً روحانياً كظاهرة من ظواهر المجتمع السليم في القرن السابع عشر الميلادي، وفيها يحكي حياة شاب مسلم "صوفي" ينشد الإتحاد بالألوهية. تحكي رواية ممالك تحت الأرض فكرة الصعود، ولكن على طريق المسلك الروحاني المجرد وحيث أن الكاتب تطرق إلى وقائع تاريخية موثقة في مصادرها، بدت شخصية ...
قراءة الكل
في هذا العمل يرصد الأديب عبد الواحد الأنصاري واقعاً تاريخياً روحانياً كظاهرة من ظواهر المجتمع السليم في القرن السابع عشر الميلادي، وفيها يحكي حياة شاب مسلم "صوفي" ينشد الإتحاد بالألوهية. تحكي رواية ممالك تحت الأرض فكرة الصعود، ولكن على طريق المسلك الروحاني المجرد وحيث أن الكاتب تطرق إلى وقائع تاريخية موثقة في مصادرها، بدت شخصية الشاب في هذا العمل مندمجة في مسلكها الروحاني بعيداً عن الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية لمصر القديمة التي تنقل رواية ممالك تحت الأرض حياة البطل فيها.يحاول هذا العمل إسقاط أحداثه على الواقع الإجتماعي الحالي للجماعات، فهو يطرح رؤية مفادها أن أي جماعة دينية سرية يمكنها أن تتوصل من خلال انغلاقها عن المجتمع إلى مجتمع سري يعيش تحت الأرض ويختار أفراده مهما تهم بحرص قد يؤدي إلى ارتكاب الجرائم السرية تحت غطاء التأويل الباطني للرسالة الروحية لهذا المسلك، لإن أي تجمع ديني سري يمكن أن توجد فيه طقوس التضحية والطبقية والأهداف السرية التي قد تتغلل وتتحول إلى مجموعة إرهابية خطرة على المجتمع أو على الأقل على بعض الأفراد. ما يميز الرواية أنها تكشف النقاب عن بعض الإتجاهات المسلمة في وسط المجتمع المصري في القرن السابع عشر، حيث تنقل للقارئ صوراً مريعة من السلوك الباطني للمتصوفة المتمثل في ادعاء الألوهية وعلم الغيب وممارسة الموبقات وانتهاك المحارم تحت ذريعة التأويل الباطني لتمسلك الروحاني الصوفي.عمل روائي موثق وهام رجع فيه الكاتب إلى أمهات الكتب مثل: تائية ابن الفارض، ووصايا وخصوص ابن عربي، ولطائف منن وآداب عبودية وآداب صحبة وأنوار قدسية وطبقات الشعراني، وكرامات النبهاني والهيتمي وفتوح غيب الجيلاني... إلى آخر ذلك من كتب الحديث والتاريخ وعلم الكلام...