يعرض نموذجا تنمويا ناجحا ، نحن فى حاجة لمزيد من دراسته وتحليله للتعرف على آليات نجاحه، وهو النموذج الكورى، فبالرغم من أن كوريا خضعت للاحتلال اليابانى، وبالرغم مما عانته من ويلات الحرب الكورية التى نشبت بين شطري شبه الجزيرة، ومن قلة مواردها ، وصغر مساحتها، ووعورة تضاريسها، وتطرف مناخها، فإنها رغم كل هذا وغيره استاعت أن تحقق تنمية...
قراءة الكل
يعرض نموذجا تنمويا ناجحا ، نحن فى حاجة لمزيد من دراسته وتحليله للتعرف على آليات نجاحه، وهو النموذج الكورى، فبالرغم من أن كوريا خضعت للاحتلال اليابانى، وبالرغم مما عانته من ويلات الحرب الكورية التى نشبت بين شطري شبه الجزيرة، ومن قلة مواردها ، وصغر مساحتها، ووعورة تضاريسها، وتطرف مناخها، فإنها رغم كل هذا وغيره استاعت أن تحقق تنمية رفيعة المستوى، ومن هنا استطاعت كوريا أن تقهرالتخلف والفقروالدمار لتغدو نموذجا تنمويا ناجحا يشار إليه بالبنان. ويتبن من هذا الكتاب أن أحد أهم دعانم هذا النجاح التنموى هو نجاح كوريا فى الدمح بين قيمها الأصيلة الكامنة فى تراثها الثقافى، وبين متغيرات العصر، وعليه، يطرح النموذج الكورى صفة ناجحة للعلاقة بين الثقافة والتنمية. ويتضح في ثنايا الكتاب أن التعليم أحد أهم آليات النجاح التنموى الكورى، إذ ارتبط. وما يزال. بمسيرةالتنمية الشاملة لهذا المجتمع، الأمرالذى يؤكد من جديد أن التعليم يمثل الشفرة الحقيقية لإحداث التنمية المجتمعية الشاملة . وربما يكون هذا الكتاب. وغيره من الدراسات والمؤلفات التي تتجه صوب دراسة النماذج الأسيوية فى التنمية. بمثابة ناقوس من شأنه أن يلفت الأنظار تجاه قراءة وتحليل النماذج الشرقية في التنمية للتعرف على آليات نجاحها، لما في هذا من فائدة ترجى.