يتضمن هذا الكتاب رؤية الكاتب العماني والمخرج السينمائي والناقد الخبير في شؤون السينما وأحوالها، لبعض المساءلات السينمائية الهامة.يطرح القسم الأول قراءات وانطباعات تتعلق أولاً بشخصية المخرج الفرنسي غودار ذو الأصول السويسرية، والذي عبّر عن الموجة السينمائية الفرنسية الجديدة، بأسلوبه السينمائي الخاص والمبتكر، الذي رأى الأشياء من زا...
قراءة الكل
يتضمن هذا الكتاب رؤية الكاتب العماني والمخرج السينمائي والناقد الخبير في شؤون السينما وأحوالها، لبعض المساءلات السينمائية الهامة.يطرح القسم الأول قراءات وانطباعات تتعلق أولاً بشخصية المخرج الفرنسي غودار ذو الأصول السويسرية، والذي عبّر عن الموجة السينمائية الفرنسية الجديدة، بأسلوبه السينمائي الخاص والمبتكر، الذي رأى الأشياء من زاوية غير عادية ولا اعتيادية، وبثقافته الواسعة المثيرة للإعجاب، وبمفهومه التغييري لمقاييس المجتمع وأحكامه، وبما عُرف عن تضامنه مع شعوب العالم الثالث ودعوتها إلى التحرر والإستقلال، وخاصة الشرق أوسطية منها بما فيها شعب فلسطين.يتطرق الكاتب إلى بدايات المخرج وإلى طريقة بحثه السينمائي، ويحلل فيلمه الأخير "موسيقانا" الذي كان بمثابة حصاد العمر الثقافي بالنسبة للمخرج غودار، فهو"عمل إبداعي ضخم"، وضع فيه كل خبراته ونتائج بحوثه "واستشرافاته القلقة لهذا القرن فيما يخص الصراعات الهائلة في العالم كله..". يبحث الكاتب ثانياً في "استشراق إدورد سعيد"، المثقف الفلسطيني الذي عاش في أميركا، والذي "جعل السؤال العربي، بشقيه الثقافي والسياسي، خاصة فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، حاضراً في المؤسسات الأكاديمية والسياسية الغربية"، والذي كان له منهجيته النقدية الخاصة في الدراسات السينمائية.يحلل الكاتب في إحدى مقالاته، فيلم "تحديقة عوليس" الذي فاز بجائزة مهرجان "كان" عام 1995، للمخرج اليوناني أنغلوبولس، ويطرح فيه جدلية العلاقات القائمة بين السينما والسرد والتاريخ، وبين مفهوم الأمّة والإنسان والنسيان. كما يسرد قصة "مغامرة في العراق"، تفسيراً أيضاً لهذه العلاقات.المفارقة في التاريخ الشخصي للمبدعين، يتطرق إليها الكاتب في سيرة للمخرج الألماني دوغلاس سيرك، الذي خرج من المانيا النازية ليدخل استديوهات هوليود ويخرج أفلاماً ميلودرامية.كما يبحث في مسألة مكان أول عرضين لفيلم "الوردة الأخيرة" للمخرج العماني حاتم الطائي، الذين أقيما "في الولايات المتحدة- النقطة الجغرافية والعاطفية الأبعد التي يمكن تصورها عن مكان تصويره ومكان انتمائه..".أما مفهوم "التلصلص البصري"، وعلاقته بالفكر السينمائي فيطرحه الكاتب من خلال تعليقه المسهب على فيلم "الرّمرام" للمخرج الإماراتي مسعود أمرالله. وينتهي هذا القسم بمقالة مقتضبة عن المخرج الإيطالي فلليني، وأخرى عن المخرج فورمن التشيكوسلوفاكي الأصل، الذي انتقل للعيش في الولايات المتحدة الأميركية.يضم القسم الثاني من الكتاب بحثا في الفيلم الشهير "لورانس العرب"، وفيه عرض لمشهدية الصحراء وللجماليات البدوية في السينما. كما يضم القسم الثالث حواران، أحدهما مع المخرج السنغالي جبريل ديوب مامبيتي، والآخر مع المخرج البريطاني جون داوننغ. وينتهي في القسم الرابع بوثيقة سينمائية مفصّلة عن سيناريوهات تنفيذ فيلم "هذا ليس غليوناً" للمخرج عبد الله حبيب.