يقول صاحب هذا الكتاب بأن حفّاظ الأثر وأئمة الخبر قد ضبطوا المسموعات ضبطاً لا مزيد عليه، ثم آل هذا الميراث العظيم بعد تطاول القرون إلى من بعدهم فلم يقودوا بأكثره على الوجه المطلوب، لكثرة الفتن والمحن، ولانتشار من كان يهوّن من شأن الآثار والسنن، ولانشغال حملة العلم وعدوله بما هو أهم، وهو تصحيح الاعتقاد والباطن من الخل الوارد من جه...
قراءة الكل
يقول صاحب هذا الكتاب بأن حفّاظ الأثر وأئمة الخبر قد ضبطوا المسموعات ضبطاً لا مزيد عليه، ثم آل هذا الميراث العظيم بعد تطاول القرون إلى من بعدهم فلم يقودوا بأكثره على الوجه المطلوب، لكثرة الفتن والمحن، ولانتشار من كان يهوّن من شأن الآثار والسنن، ولانشغال حملة العلم وعدوله بما هو أهم، وهو تصحيح الاعتقاد والباطن من الخل الوارد من جهلة المتصدرين وأدعياء العلم. ويضيف قائلاً بأنه ومع ذلك فهؤلاء المصلحون مقصرون في هذا الباب، فإن قوماً خلّف لهم أسلافهم تراثاً مسنداً مسلسلاً بالسماع طيلة ألف سنة ثم لا يحملونه بشرطه وضبطه لقوم مقصرون.لذا عقد المؤلف العزم لسدجّ تلك الثغرة فاستخار الله سبحانه في تلخيص إجازة تشمل على بعض المساعات، فعمد إلى "ديوان المسموعات" وفيه دليل الأثبات والمشيخات والمسلسلات في مجلدين والتي ذكر فيه ما حصل له سماعه وقراءته على شيوخ العصر، سواء كان من العلوم الشعريعة أو من علوم الآلة، أو من غيرها كالفلك والمنطق، وكذا كتب الأثبات والمشيخات والمسلسلات كلها، مع تحرير السماع والاصتال وطرق الأداء، يقول المؤلف إذن أنه عمد إلى ذلك الكتاب، وانتقى منه بعض المقروءات والتي وقعت له، فكان هذا الجزء الذي بين يدي القارئ، وهو قدر الربع من مسموعاته وسمّاه "الإمتاع بذكر بعض كتب السماع".